ندوة سياسية لبحث التطورات الدولية والإقليمية وأثرها على القضية الفلسطينية

عقد المجلس الأكاديمي الفلسطيني اليوم الأحد الموافق 10/09/2023 ندوة سياسية لبحث التطورات الدولية والإقليمية وأثرها على القضية الفلسطينية، وذلك في مقر المجلس الكائن في رام الله، حضرها نخبة من الأكاديميين والمثقفين الفلسطينيين.

وقد تحدّث في الندوة رئيس المجلس الأكاديمي د. محمد المصري حول التغييرات التي تحصل في العالم ارتباطاًبالحرب في أوكرانيا، قائلاً أنه وبغض النظر عن نتائج هذه الحرب فمن المتوقع أن تسفر عن عالم جديد متعدد الأقطاب،وانتهاء مرحلة هيمنة القطب الواحد، مضيفاً بأن عدم بقاء سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم سيجعل هذا العالم أكثر عدلاً بالنسبة لنا كفلسطينيين.

كما أكد د. المصري على أن هذه الحرب تركت آثارها على المنطقة، وتبدّلت العديد من الأمور، ولم يعد هناك حديثاً عن ناتو عربي تشارك به دولة الاحتلال، ولا يمكن تشكيل منظومة أمنية يكون الدور الأساسي فيها لهذه الدولة المحتلة، وإن ما جرى من مصالحات بين دول الإقليم، وخاصة المصالحة التي رعتها الصين بين الدولتين الإسلاميتين،الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، قد غيرت كثيراً في العلاقات البينية لدول المنطقة.

وأضاف د. المصري بأنه إذا ما تابعنا ما يدور في دولة الاحتلال من انقسامات وصراعات في ظل حكومة فاشية، فإننا سنلاحظ كيف أن هذه الدولة أصبحت عبئاً علىحلفائها الغربيين، كما أن ناتنياهو أصبح يعيش حالة من التخبط، ولم يتم دعوته حتى الآن لزيارة البيت الأبيض، وهنا يجب الانتباه لما تروجه الصحافة العبرية بأن هناك إمكانية لعملية تطبيع بين دولة الاحتلال والمملكة العربية السعودية، حيث أن هذا الترويج ما هو إلا دعاية لإنقاذ نتنياهو من المأزق الذي يعيشه في ظل ما يحدث في دولة الاحتلال من مظاهرات ضده وضد حكومته، إضافة إلى موضوع محاكمته، لذا نرى هذه الحكومة تقوم بالجتياحاتعلى مدننا وقرانا، وكذلك التعدي على مقدساتنا وعلى أسرانا، وتعلن من حين لآخر عن بناء المستوطنات، بالإضافة إلى ما حدث ضد بناتنا الماجدات في الخليل وإجبارهن على خلع ملابسهن بالقوة القصرية وتهديدهن بلابهم البوليسية، واستمعنا اليوم بأن هناك اتفاقية لربط موانئ الهند بسكك حديدية تصل بين الهند وأفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط،تشمل دولة الاحتلال، وأن ناتنياهو يزف الخبر وكأنه إنجازاًلسياسته، خاصة وأن الأمر لا يشمل دولة فلسطين.

وحذر د. المصري مما يحصل، مضيفاً بأنه يجب أن نحذر منكل ذلك ونراه بالصورة الأشمل، لأن المملكة العربية السعودية تربط إقامة أي علاقة مع دولة الاحتلال بضرورة التزام دولة الاحتلال بمبادرة السلام العربية، ونحن نثق بصدقية الموقف السعودي وموقف سمو الأمير محمد بن سلمان، وهذا ما أكده لسيادة الرئيس في لقائه الأخير بمدينتي جدة.

وأضاف د. المصري بأن الاحتلال يعمل جاهداً لإقامة علاقات سياسية مع بعض الدول العربية دون أي التزام بحل القضية الفلسطينية على أُسس الشرعية الدولية، وهنا وجب القول إن القيادة الفلسطينية تقوم بدور نشط على صعيد العمل السياسي، وأعتقد بأن اللقاء الذي جمع الرئيس أبو مازن والرئيس السيسي وجلالة الملك عبد الله في مدينة العلمين جاء من أجل تنسيق المواقف لمواجهة أي مخاطر تهدد القضية الفلسطينية، وسيقوم الرئيس بزيارة الولايات المتحدة نهاية هذا الأسبوع ليلقي خطاباً في الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب فيه بالحماية الدولية والاعتراف بدولة فلسطين دولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة، مدعوماً في هذا الموقف من مصر والأردن والمملكة العربية السعودية وبقية الدول العربية.

وقد تم في الندوة مناقشة كافة المخاطر التي تواجهها القضية الفلسطينية من قبل المشاركين، وكان النقاش منصباًعلى ضرورة توحيد الجبهة الداخلية والتمسك بالثوابت الوطنية وعدم الاشتباك مع عمقنا العربي، بل من الضروري تعميق الحوار والاستمرار بالتنسيق مع الدول الوازنة بالمنطقة، وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية، وأشار المجتمعين على ضرورة الشفافية ومصارحة الشعب الفلسطيني بما هو ممكن الحدوث، وما هو الموقف الرسمي الفلسطيني الذي لا يمكن أن يتجاوزه أحد.

وقدم بعض الحضور بعض التوصيات، وكانت جميعها تصب في توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية، وهناك رهان على الموقف الواضح والصلب في مواجهة سياسية الاستيطان والتصدي للمستوطنين، وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه دون إنهاء الانقسام.