ولي العهد: نعتز بمواصلة الواجب العظيم وتسخير الإمكانات لضيوف الرحمن

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أقام ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في الديوان الملكي بقصر منى اليوم (الاثنين) حفل الاستقبال السنوي للرؤساء، وكبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، وضيوف الجهات الحكومية، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج الذين أدوا فريضة الحج لهذا العام. وألقى ولي العهد كلمة بهذه المناسبة في ما يلي نصها:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.

أصحاب الفخامة والدولة.

إخواني وأخواتي حجاج بيت الله الحرام.

الحضور الكرام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يسرنا نيابةً عن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله أن نهنئكم وجميع المسلمين بعيد الأضحى المبارك، سائلين المولى أن يتقبل من الحجاج مناسكهم، ويعينهم على إتمامها في أمن ويسر وطمأنينة.

إننا في المملكة العربية السعودية نشكر المولى عز وجل أن شرفنا بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، والعناية بقاصديها والحرص على أمنهم وسلامتهم.

ونعتز بمواصلة القيام بهذا الواجب العظيم، ونبذل الجهود وتسخير جميع الإمكانات، لتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن، منذ قدومهم حتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين بإذن الله تعالى.

أيها الإخوة الكرام

يحل علينا عيد الأضحى المبارك، مع استمرار الجرائم الشنيعة على أشقائنا في قطاع غزة، وإننا إذ نؤكد ضرورة الوقف الفوري لهذا الاعتداء؛ فإننا نناشد بأهمية تحرك المجتمع الدولي لاتخاذ جميع الإجراءات التي تضمن حماية الأرواح في غزة، كما نؤكد أهمية تنفيذ القرارات الصادرة مؤخراً من مجلس الأمن الدولي، بشأن مقترح الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وتجدد المملكة دعوتها للمجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين المستقلة، على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية؛ لتمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من الحصول على حقوقه المشروعة؛ وليتحقق السلام الشامل والعادل والدائم.

ونسأل الله العظيم في هذه الأيام المباركة أن يديم علينا وعلى الأمة الإسلامية الأمن والرخاء.

وكل عام وأنتم بخير.

حملة لا حج بلا تصريح حققت أهدافها

ألقى وزير الحج والعمرة رئيس لجنة برنامج خدمة ضيوف الرحمن الدكتور توفيق الربيعة كلمة استعرض فيها خطط الوزارة والترتيبات التنظيمية لجميع مكاتب شؤون الحج في الدول، مما أسهم في سرعة إنهاء التعاقدات بشكل مبكر جداً مقارنة بالأعوام السابقة.

وقال: «إنه بدعم وتوجيه سموكم الكريم، فتحت المنافسة في الحج في عام 1443هـ، وأصبح لدينا اليوم 35 شركة تتنافس في تقديم خدماتها للحجاج، مما أسهم في رفع جودة الخدمات وارتفاع نسبة الرضا لدى الحجاج، وتسهيلاً على بعثات الحج ننظم كل عام مؤتمر ومعرض الحج برعاية ملكية كريمة، الذي شارك في نسخته الأخيرة أكثر من 100 دولة، وعرضت أكثر من 200 شركة متخصصة خدماتها لمكاتب شؤون الحج، هذا المعرض أتاح لهم الاطلاع على جميع الخدمات المقدمة وإنهاء تعاقداتهم تحت سقف واحد.

وأشار الربيعة إلى تأسيس مكتب إدارة مشاريع الحج (حج PMO)، الذي يعمل على التنسيق بين أكثر من (50) جهة حكومية لخدمة ضيوف الرحمن، قدمت أكثر من 300 خطة عمل، شملت كل الإجراءات والخدمات، كما تم تنفيذ ثلاث فرضيات كبرى للتفويج، بمشاركة (15 ألف) حافلة بالتعاون مع وزارة الداخلية لمحاكاة حركة الحافلات بالحج والتأكد من جاهزية القطاعات، وبناء (11) مبنى في مشعر منى تستوعب (37) ألف حاج كنموذج أولي لتحسين التجربة، وسيتم التوسع في تنفيذ المباني النموذجية التي تخدم الحجاج.

وبيّن الدكتور الربيعة أنه بناءً على توجيه ولي العهد بالاهتمام بسلامة وراحة الحجاج، أطلقت وزارة الداخلية بالشراكة مع وزارة الحج والعمرة هذا العام حملة (لا حج بلا تصريح) للحد من ظاهرة المخالفين في الحج، التي حققت أهدافها بكل نجاح.

وقال: في هذا العام أطلقنا (بطاقة نسك الرقمية) التعريفية التي تحتوي على المعلومات الخاصة بالحاج والخدمات المقدمة له، وتمكن الجهات من تقديم الخدمة له بسرعة وكفاءة عالية، وتحتوي تلك البطاقة على سمات أمنية خاصة ساعدت الجهات الأمنية على تمييز الحاج النظامي من غير النظامي. كما تم بقيادة وزارة الداخلية التوسع في مبادرة طريق مكة لتشمل (7) دول و(11) مطاراً، قدم من خلالها هذا العام أكثر من (316) ألف حاج تم استكمال إجراءات دخولهم من مطارات بلدانهم ونقلهم مباشرة إلى أماكن إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة بكل يسر وسهولة.

رحلة الإيمان في وجدان كل مسلم

كلمة رابطة العالم الإسلامي لهذا العام ألقاها الدكتور شوقي إبراهيم علام، عبر فيها عما تلهج به ألسنة المؤمنين الطائفين والعاكفين والركع السجود، من الدعاء لخادم الحرمين وولي العهد لما لقوه من حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، وحسن التنظيم لشؤون الحج كافة، وهو ما أعانهم على أداء مناسكهم في سكينة روحية، وطمأنينة قلبية، مؤكداً أن هذا المشهد الجليل سيظل في ذاكرة كل حاج، في أنصع سجل، لأشرف رحلة: «رحلة الإيمان التي تمثل في وجدان كل مسلم رحلة العمر».

وقال: إن الحجيج وهم بهذا التنوع والتعدد يثمنون عالياً الجهود المبذولة لإشاعة روح الأخوة والتعارف والتآلف بينهم، فضلاً عن تبصير من يلزم بشؤون دينهم، ولاسيما تعظيم حرمات الله وشعائره.

إدارة الحج باقتدار وعطاء منقطع النظير

ألقى رئيس الهيئة العليا للحج والعمرة بجمهورية العراق الشيخ سامي المسعودي كلمة رؤساء مكاتب شؤون الحجاج، عبر فيها نيابة عن قيادات بعثات الحج عن الشكر والامتنان لخادم الحرمين وولي العهد على الجهود الاستثنائية والنوعية التي تقدم لحجاج بيت الله الحرام، لجعل رحلتهم الإيمانية وأداء فريضتهم ميسرة وسهلة.

وقدر هذه الجهود الكبيرة التي تشهد تطوراً عاماً بعد عام، وقال: إن المملكة العربية السعودية تقود وتدير الحج بكل اقتدار، وتميز وعطاء، منقطع النظير، وسخرت كافة طاقاتها المالية والبشرية والتقنية والخدمية لخدمة ضيوف الرحمن من كل بقاع العالم، وهذا الجهد الكبير لا يمكن لأي دولة أن تقوم به سوى المملكة لخبرتها وقدرتها على تنظيم الملايين من الحشود الذين يتوافدون إليها كل عام من مختلف دول العالم، وتتفانى في خدمتهم وتحرص على راحتهم.

بعد ذلك صافح ولي العهد نائب رئيس جمهورية جامبيا محمد جالو، ورئيس حكومة النيجر لامين زين علي محمن، ورئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك، والرئيس الصومالي السابق شريف شيخ أحمد، ورئيس الوزراء الماليزي السابق داتو سري إسماعيل صبري، ورؤساء مجالس النواب والبرلمان في عدد من الدول الإسلامية.

كما تشرف المدعوون بالسلام على ولي العهد. وفي ختام حفل الاستقبال تناول الجميع طعام الغداء مع ولي العهد.