البنز والساطي من ثنائية نارية إلى نهاية مأساوية

انهارت شراكة الفرنسي، كريم بنزيما، والمغربي، عبدالرزاق حمدالله، في هجوم الاتحاد، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى ثنائية ذهبية تأكل الأخضر واليابس في كل البطولات.

ولم يكن أكثر المتشائمين في العميد يتصور أن تفشل ثنائية بنزيما وحمدالله في تحقيق ولو بطولة واحدة، ليضطر النادي في النهاية للاستغناء عن أحدهما لصالح الآخر.

سقف عال

في بداية الموسم، ومن الناحية النظرية، امتلك الاتحاد أقوى خط هجوم بين الأندية السعودية الكبرى، ما بشر جماهيره بالسيطرة على الألقاب المحلية، بل إن البعض ذهب لإمكانية استعادة اللقب الآسيوي، والمنافسة بقوة في كأس العالم للأندية، نظرًا للأرقام الكبرى التي كان يملكها اللاعبان قبل بداية الموسم، كما أن الهجوم الاتحادي كان قويًا للغاية قبل قدوم بنزيما، فما بالك إذا أضيف أفضل لاعب في العالم إلى التوليفة القوية؟، والذي انعقدت عليه الآمال، لتعزيز سيطرة العميد على الألقاب.

تداخل أدوار

رغم الانطلاقة الجيدة للاتحاد في الموسم المنصرم، إلا أن المشاكل ظهرت بشكل تدريجي، وكان أهمها تداخل أدوار بنزيما وحمدالله في خط الهجوم.

ويرى المحللون أن البنز والساطي يلعبان دورًا مشابهًا في عمق هجوم الاتحاد، وبالتالي فإن أحدهما يكفي للقيام بالمهمة، بل إن تواجدهما معًا يؤثر على عطاء كل منهما.

مشكلة واضحة

لم يتمكن المدرب السابق للعميد، البرتغالي نونو سانتو من الحصول على نتيجة مرضية من شراكة بنزيما وحمدالله، ما كان أحد أهم أسباب رحيله عن الفريق منتصف الموسم، لكن المثير أن المدرب الحالي مارسيلو جاياردو عجز أمام المشكلة ذاتها، ليقترب هو الآخر من الرحيل بعد موسم كارثي، خسر فيه الفريق 6 ألقاب، منها 5 مع الأرجنتيني المتوج بكوبا ليبرتادوريس مع ريفر بليت.

من الأفضل

بالنظر إلى ما قدمه بنزيما وحمدالله مع الاتحاد في الموسم المنصرم، نجد أن المهاجم المغربي سجل تفوقًا على نجم ريال مدريد السابق، فرغم الحالة الكارثية التي ظهر عليها الاتحاد معظم أوقات الموسم، قدم حمدالله أداء جيدًا وفقًا للأرقام، فيما أنقذت أهدافه الفريق من السقوط في أكثر من مناسبة، إذ خاض 38 مباراة بقميص الاتحاد بكل البطولات، ساهم خلالها في 33 هدفًا (سجل 29 وصنع 4)، بمعدل 0.86 هدف في المباراة الواحدة، وهو معدل قريب من الموسم السابق.

في المقابل، شارك بنزيما في 29 مباراة، ساهم خلالها في 21 هدفًا (سجل 13 وصنع 8) بمعدل 0.72 هدف في كل مباراة.

وواجه المهاجم الفرنسي سوء حظ كبير، بعد أن صام عن التهديف طيلة 115 يومًا في الفترة من الـ15 من ديسمبر حتى الثامن من أبريل الماضيين، وعانى من إهدار ركلات الجزاء، والأهداف الملغاة، بل وتسجيل أهداف في شباك فريقه بالخطأ.

عوامل خارجية

أثرت الإصابات المتلاحقة التي تعرض لها بنزيما على مشواره، فضلا عن انشغاله بأزمات خارج المستطيل الأخضر، واتهم بأنه يقف خلف الإطاحة بالمدرب السابق نونو سانتو، ما أثار جدلا واسعًا، فيما أشعل المهاجم نفسه نيران الانتقادات ضده حين صرح بأن «لاعبي الاتحاد ليسوا مثل نجوم ريال مدريد»، الأمر الذي اعتبر تقليلا من زملائه في العميد.

وتسببت شارة قيادة الاتحاد في أزمة، كان بنزيما أحد أطرافها، إذ حصل على الشارة بداية الموسم على حساب رومارينيو، هذا التغيير أغضب جماهير الاتحاد، خصوصًا أن بنزيما لم يقدم أداء جيدًا في ذلك الوقت، فضلا عن المقارنات بين الدور الذي كان يلعبه حجازي من تحفيز اللاعبين، وما يفعله الفرنسي.

وقرر جاياردو تجريد بنزيما من شارة القيادة، وإعادتها لحجازي، الذي عاد من الإصابة منتصف الموسم، وذلك على خلفية تغيب المهاجم عن معسكر دبي الشتوي، وهي أزمة أخرى أفسدت علاقته بمدربه.

وغاب بنزيما عن الاتحاد في 23 مباراة بكل البطولات، بسبب الإصابات التي تنوعت بين عضلية في الساق، وأخرى في أسفل الظهر، لدرجة أن البعض اتهمه بالتمرد وتعمد الغياب عن المباريات.

أصدقاء أم أعداء

تبدو علاقة بنزيما وحمدالله غامضة، فعلى مدار موسم كامل بين لقطات وتصريحات وتقارير صحفية، لم تعرف الجماهير ما إذا كانا أصدقاء مقربين، أم يريد كل منهما الإطاحة بالآخر.

فعقب مباراة الاتحاد ضد الوحدة في فبراير الماضي، حصل حمدالله على إشادة كبيرة من الجماهير، كونه سجل هدفي فريقه، لكن المغربي طلب من الجماهير تحية بنزيما، بعد أن أهدر ركلة جزاء، وأُلغي له ثنائية، فعلاقة الثنائي أمام الكاميرات دائمًا طيبة، إذ يتصرفان بشكل طبيعي، ويحتفلان سويًا بالأهداف، مما ينافي ما تشير إليه الأنباء حول رغبة بنزيما في الإطاحة بحمدالله.

كبش فداء

اعتبر محللون أن ما وصل إليه الاتحاد بنهاية الموسم المنصرم يعود إلى الشراكة غير الناجحة بين الثنائي الهجومي، ونتيجة لذلك، يتجه حمدالله للرحيل عن صفوف العميد خلال فترة الانتقالات الصيفية بسبب صعوبة استمراره بجوار بنزيما، بشرط أن ينجح النادي في ضم بديل قوي.

توقعات البداية أشارت إلى تشكيل قوة نارية في هجوم العميد.

الأدوار المتشابهة أخفت تألق البنز والساطي.

الحرب الباردة بين النجمين أثرت على أداء الهجوم الاتحادي.

الساطي تفوق على البنز من حيث الأرقام المسجلة.

شارة القيادة أشعلت الخلافات بين الاتحاديين.

المحللون يرون أن ثنائية حمدالله وبنزيما أثرت على العميد.

توقعات بأن يكون أحد الثنائي كبش فداء خلال الانتقالات الصيفية.