كرة القدم الأولمبية لحظات ساحرة وتاريخ عريق

بعد أقل من أسبوعين من إسدال قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية الستار على حدثيهما الأكبر كرويًا، يترقب عشاق اللعبة الجميلة موعدًا ثالثا في أولمبياد طوكيو سينتهي معه صيف هذا العام الصاخب، حينما يتنافس 16 منتخبًا للرجال و12 للسيدات للظفر بميدالياته المرموقة، ومنذ اعتمادها رسميًا لأول مرة في أولمبياد لندن 1908، تحمل منافسات كرة القدم الأولمبية تاريخًا عريقا، وبالتأكيد كان لها حصتها من اللحظات الساحرة.

لندن 1908

في الـ19 من أكتوبر، تواجد ما يقارب 2000 مشجع داخل ملعب «وايت سيتي» قدموا ليشاهدوا أول مباراة كرة قدم أولمبية، وجمعت بين منتخبي الدانمرك وفرنسا (ب)، سحق فيها الأول منافسه بنتيجة 0/9، أحرز رباعية منها مهاجمها «فيليم ولفهاجين»، مع هذا، اكتفت بالفضية بخسارة النهائي 2/0 أمام المضيف بريطانيا.

أنتويرب 1920

شارك 14 منتخبًا في المنافسات، وتواجدت مصر كأول فريق غير أوروبي، بيد أن منتخب «الفراعنة» غادر من المرحلة الأولى بخسارة مشرفة أمام نظيره الإيطالي بهدفين لهدف، وتمثلت المفاجأة الأكبر في الخروج المبكر لمنتخب بريطانيا المتوج بالذهب مرتين سابقتين، بعد خسارته من النرويج 3/1.

أمستردام 1928

شهد النهائي تنافسًا لاتينيًا خالصًا، بتواجد منتخبين من أمريكا الجنوبية، الأرجنتين والأوروجواي، للمرة الأولى تاريخيًا، وبعد نهاية اللقاء بالتعادل الإيجابي 1/1، انتصرت الأوروجواي في لقاء الإعادة 1/2، بعدها بعامين كرر منتخب «السيليستي» نصره في نهائي أول بطولة كأس عالم، وهذه المرة بنتيجة 2/4.

هلسنكي 1952

شهدت ولادة أحد أعظم منتخبات كرة القدم على مر التاريخ، حينما أمتع منتخب المجر، بقيادة «فيرينتس بوشكاش»، الجماهير والمتابعين، بأداء ساحر وتحقيق خمسة انتصارات متتالية شهدت تسجيل نجومه 20 هدفًا، في أرقام كانت كافية لتأمين ذهبيتهم الأولى قبل 12 عامًا من تتويجين آخرين في العقد التالي.

ملبورن 1956

بعد عامين من ظهوره الأول مع منتخب بلاده الاتحاد السوفيتي، فاز الحارس الأسطوري «ليف ياشين» بذهبية الأولمبياد، وبجانب مرونته المدهشة التي أظهرها في حماية عرينه، أحدث «ياشين» ثورة في هذا المركز بتنظيمه ومشاركته الدفاع، وكنتيجة لذلك، كان أول من ابتكر نموذج الحديث لحارس المرمى.

روما 1960

حددت القرعة (رمي قطعة معدنية) مصير مباراة يوغسلافيا وبلغاريا في المرحلة الأولى، وابتسم الحظ لليوغسلافيين وواصلوا بعدها طريقهم وظفروا بالذهبية، بعدها تم إقرار تغيير نظام المسابقة، وأصبح بنظام المجموعات بدلا من خروج المغلوب، ما يضمن خوض كل منتخب 3 مباريات على الأقل.

لوس أنجلوس 1984

تم السماح للاعبين المحترفين بالمشاركة للمرة الأولى، وشاهد ما يقارب 1.4 مليون متفرج 32 مباراة (رقم قياسي سيصمد حتى أولمبياد لندن 2012)، أيضا شهد نصف النهائي بين البرازيل وإيطاليا، أول ظهور للأمواج المكسيكية عندما شارك في تنفيذها 80 ألف متفرج، ومازالت تؤدى في أرجاء العالم حتى اليوم.

سيول 1988

أحرز الزامبي كالوشا بواليا «هاتريك» لمنتخب بلاده الذي صعق إيطاليا برباعية نظيفة في مرحلة المجموعات، وبلغت ربع النهائي حيث خسرت من ألمانيا الغربية ومهاجمها المشتعل «يورجن كلينسمان» والذي أحرز «هاتريك» أيضًا، وبلغت البرازيل النهائي الثاني لها على التوالي، بيد أن خسارتها تكررت مجددًا.

أتلانتا 1996

كانت منافساتها مسرحًا لاقتحام السجلات القياسية الأولمبية، مع فوز نيجيريا بالذهبية كأول منتخب إفريقي يحققها، وأول فائز من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية، أيضًا كانت هذه الدورة الأولى التي تشهد إدراج مسابقة كرة القدم السيدات، وحقق ذهبيتها سيدات الولايات المتحدة بعد فوزهن على الصين في النهائي.

أثينا 2004

التركيز على أسلوب اللعب الهجومي كان حاضرًا في منافسات هذه النسخة بشكل لافت، وبمعدل قارب 3.2 هدف في كل لقاء، وانتزع الأرجنتيني «كارلوس تيفيز» صدارة هدافيها بزيارته شباك المنافسين في 8 مناسبات، أسهمت في حصد منتخبه ذهبيته الأولمبية الأولى، وسجل العراق المفاجأة الأكبر ببلوغ نصف النهائي.

بكين 2008

6 مباريات أفرزت 6 انتصارات وشباك نظيفة، هكذا كانت أرقام الأرجنتين في أثينا، وكان إنجازا بطوليا من المستحيل تجاوزه عمليا، بيد أن منتخب «التانجو» في أثينا ضم أسماء من عيار «سيرجيو أجويرو»، «دي ماريا»، «خافيير ماسكيرانو» وبالتأكيد «ليونيل ميسي»، تمكنت في بكين، على الأقل، من معادلته.

ريو دي جانيرو 2016

منحت ركلة «نيمار» الحاسمة في النهائي أمام ألمانيا اللقب الوحيد الذي كان مفقودًا في سجل البرازيل الحافل، ففي ليلة درامية كان مسرحها ملعب «ماراكانا» انهمرت دموع «نيمار» فرحًا بعدما قاد منتخب «السامبا» لتحقيق أول ذهبية كرة قدم أولمبية في تاريخه بعد 3 نهائيات خاسرة (1984 و1988 و2012).