ما نرتاح «لين» ترجعوا المفتاح

موسم كارثي غير مسبوق خرج منه الاتحاد بطل دوري العام الماضي وبطل كأس السوبر خالي الوفاض، صدمة هزت الوسط الرياضي، تعاطف معها المنافسون قبل المنتمين، لك أن تتخيل فريقاً يملك شعبية طاغية، ومدرجاً يصنَّف أيقونة في كرة القدم المحلية والإقليمية، ويحمل الرقم واحد في الدعم والحضور، ومن ركائز نجاح المشروع الرياضي، مدرجاً يدر الملايين، ووجوده يتصدر العوامل المساهمة في خدمة الصناعة والاستثمار والانتشار، وأمام كل هذا التميز الذي يملكه هذا النادي المئوي، بإرثه وتاريخه وإنجازاته، إلا أنه تُرك يتخبط، ويعاني من القرارات العشوائية تارة، ومن الإهمال الذي وصل إلى حد التجني، فريق بطل، ويتأهب لخوض ست منافسات، بين المحلية والعربية والقارية والعالمية، تم إعداده في منتزهات الردف، وبساتين الشفا، فريق سيمثل الوطن في بطولة أدرجت ضمن الاستضافات العالمية، التي تحملها برامج التطوير والاستثمار الرياضي، وبدلاً من إعداده جيداً، بعناصر فنية مكتملة، خاصة أن النادي دخل ضمن خطط الصندوق السيادي للاستثمار، واستحدثت له خطط واستراتيجيات، تتوافق مع برامج المشروع، واستقطبت لإدارته شخصيات مؤهلة، في مجالات الحوكمة والاستثمار والقانون، غير أنه أُهمل فنياً، وتُرك للقرارات المرتبكة، لينتهي به الحال إلى فريق غير مكتمل، وهو الأساس في نجاح بقية المهمات، فريق مقصوص الأجنحة، يتنازع القائمون عليه مع الداخلين فيه حد الاختلاف، في ظل تسريبات وقرارات بعضها مبهم، وبعضها مبتور، يتحكم فيها برنامج استحدث لتنظيم آلية الدعم، والاستقطابات، واستمر الحال بين شد وجذب، بين طرفين؛ الأول تشعر وكأنه متسلط متعمد، والآخر ضعيف متردد، مشتت بين البقاء في دائرة الضوء، أو الانسحاب من المشهد، والضحية الكيان، ولم يستفق الشاهدون على العصر إلا بعد خراب مالطا، وأخذ كل طرف يبحث عن مخرج من المسؤولية، عن هذا الخذلان، والسقوط المرير، لنادٍ كان من ضمن الأندية الأربعة الكبار، تم اختيارها، لإعدادها وتطويرها، والدخول بها معترك الخصخصة والاستثمار، ولا نعلم حتى الآن من المتسبب، ومن البريء، لذلك ارتفعت المطالبات في الوسط الرياضي المحتقن، ممّا يحدث في المشهد الرياضي، من أخطاء متكررة تضر بعدالة المنافسة، بضرورة تقصّي الحقائق، وكشف مواطن الخلل، وتصحيح المسار، في المنظومة كاملة، حتى نواكب البرامج الطموحة، التي وضعتها الرؤية للارتقاء بالقطاع الرياضي، ونعيد الثقة للجماهير والمتابعين، ونترقّب تفعيل مبدأ المساءلة والشفافية، خاصة أن المؤتمر الدوري بحسب المتلقين، لم يأتِ بجديد؛ التبريرات نفسها، والإجابات ربما ما زالت غير شافية، والشواهد قائمة، على ما خرجت به المنظومة الرياضية؛ اتحاداتٍ ولجاناً وأندية، من نجاحاتٍ وإخفاقات.