المملكة تختتم أعمال مؤتمر WRC-23 بتوصيات واتفاقيات تعزز توجهاتها المستقبلية

اختتمت المملكة العربية السعودية مشاركتها في أعمال (المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية) WRC23، الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة، واستمر لمدة أربعة أسابيع، بنجاح باهر.

وأوضح المهندس محمد بن عبدالرحمن العبدالقادر؛ نائب رئيس مؤتمر WRC-23، وممثل المملكة، أن المشاركة الفعالة للمملكة تكللت بتحقيق مساعيها في خدمة الإنسانية وسدّ الفجوة الرقمية وتعزيز الاستدامة في الفضاء.

كما قادت لتحقيق العديد من النتائج الإيجابية التي أدت إلى تخصيص ترددات إضافية لأنظمة الجيل الخامس والسادس وأنظمة الشبكات المحلية المعفية من الترخيص (Wi-Fi)، وتخصيص ترددات إضافية للجيل الخامس للمنصات العالية الارتفاع (5G HAPS)، التي أجرت المملكة تجارب تقنية لها العام الماضي.

 الخدمات اللاسلكية الفضائية:

وبيّن العبدالقادر في تصريحه، أن المملكة عملت خلال مؤتمر WRC-23 مع المجتمع الدولي على تمكين الخدمات اللاسلكية الفضائية، مثل: توفير نطاقات ترددية إضافية لخدمة الإنترنت على متن الطائرات والسفن لتعزيز تجارب المسافرين، ووضع قوانين دولية لتنظيم تسجيل منظومات الأقمار الصناعية غير المستقرة بالنسبة للأرض لدعم استدامة الموارد المدارية.

بالإضافة إلى تسجيل موقع مداري جديد باسم المملكة والاعتراف به دوليًا لتعزيز خطط المملكة لإطلاق قمر صناعي سعودي لتغطية المملكة بالخدمات الإذاعية.

أبرز الدراسات المستقبلية للمؤتمر حتى عام 2031:

أشار العبدالقادر إلى أن مؤتمر WRC-23 حدّد عددًا من المواضيع المستقبلية لدراستها خلال الدورتين القادمتين الممتدتين حتى عام 2031، وتشمل دراسة توفير نطاقات ترددية إضافية (15، و8، و7، و4) جيجاهرتز ونطاق التيراهرتز لأنظمة الجيل الخامس والسادس، ودراسة إعادة استخدام نطاقات شبكات الاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الصناعية لتقنيات (direct-to-device)، الذي سيعزز الوصول العالمي لتقنيات الشبكات غير الأرضية (NTN)، ومراجعة معايير الحماية لشبكات الأقمار الصناعية غير المستقرة بالنسبة للأرض، التي ستسهم في انتشار أعلى لشبكات النطاق العريض وخفض تكلفتها وضمان الاستدامة في الفضاء.

بالإضافة إلى دراسة إمكانية تحديد نطاقات لاسلكية جديدة لنقل الطاقة لاسلكيًا (wireless power transmission-WPT)، الأمر الذي يخدم بدوره جهود الاستدامة القائمة في العديد من المشاريع الضخمة في المملكة.

الجدير بالذكر أن المملكة عضو في مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات منذ 58 عامًا، كما تعد مساهمًا قويًا في مبادرات ومستهدفات الاتحاد الدولي للاتصالات، إذ تسعى المملكة إلى تعزيز التعاون والتضامن الإقليمي والدولي في مجال الاتصالات الراديوية من خلال شغلها مناصب مؤثرة في الاتحاد الدولي للاتصالات كرئاسة لجنة لوائح الراديو (RRB).

وتجدر الإشارة إلى أن مؤتمر WRC يقام كل أربعة أعوام لمراجعة لوائح الراديو الدولية الصادرة من الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، وهي معاهدة دولية تحكم استخدام مورد الطيف الترددي والموارد المدارية للأقمار الصناعية بشكل فعّال ومتساوٍ بين مختلف الخدمات الراديوية وضمان تعايشها. وقد شارك في المؤتمر هذا العام أكثر من 4000 مشارك يمثلون 193 دولة، بالإضافة إلى الشركات المصنعة والمشغلة لمختلف التقنيات اللاسلكية.