تفاصيل الجلسة الحوارية الثالثة: “البرمجيات من فكرة إلى نموذج تجاري”


انطلق منتدى التقنية الرقمية في يوم 18 أكتوبر تحت شعار “برمجيات رائدة لاقتصاد رقمي مزدهر” في نسخته الثالثة في العاصمة الرياض في المملكة العربية السعودية، برعاية معالي المهندس عبدالله بن عامر السواحه؛ وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، رئيس مجلس إدارة هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية.

وقد شهد المؤتمر خمس جلسات حوارية غنية، ونتناول في هذا التقرير الجلسة الحوارية الثالثة التي كانت بعنوان “البرمجيات من فكرة إلى نموذج تجاري” التي قادها الدكتور عبد العزيز الباتلي؛ مستشار نائب محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية لقطاع تقنية المعلومات والتقنيات الناشئة.

تضمنت هذه الجلسة الحوارية مجموعة من الخبراء الذين لهم باع طويل في منظومة تطوير البرمجيات، وهم: الأستاذ إبراهيم نياز الرئيس التنفيذي للبرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات، والأستاذة نورة العماري المدير التنفيذي للتمكين في الهيئة السعودية للملكية الفكرية، والأستاذ مطلق السبيعي الرئيس التنفيذي لشركة دير، والأستاذ محمد عبد العال مدير إدارة التجربة الرقمية والابتكار في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست).

وقد انطلق الحديث بداية حول مدى تأثير البرمجيات على المملكة العربية السعودية، خاصة على صعيد تطوير البرمجيات وكيف تمر بمراحل مختلفة من بدايتها كفكرة ثم انتقالها نحو نموذج تجاري ناجح وهي تختلف بمراحل تطورها كذلك وفقا لنوع الشركة.

طرح الدكتور عبد العزيز الباتلي سؤال مهم في الجلسة الحوارية حول كيف يمكن للأفراد والشركات تحويل أفكارهم إلى منتجات وإلى نماذج تجارية؟

موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:

أجاب عن هذا السؤال الأستاذ مطلق السبيعي قائلًا: “يبدأ تنفيذ الفكرة بداية كنموذج أولي أو (منتج الحد الأدنى) Minimum Viable Product – الذي يُعرف اختصارًا باسم (MVP) – وهذه خطوة جدًا مهمة لأنها تمنحك حس مبدأي لماهية المشكلات أو التوقعات التي يمكن أن تنتج من تطوير المنتج النهائي. خلال عملية MVP يستهدف شريحة صغيرة من الشريحة النهائية للمنتج ويطلع على ردود الفعل ويطور منتجه وفقًا للانطباعات التي حققها وغالبًا عملية MVP تكون نقطة تحول للمنتج لأن فيه تطوير أو تحويل لمسار تطوير المنتج. بعد ذلك وبعد أن يكون قد أصبح لديه تصور ووضوح للفكرة كمنتج الحد الأدنى يبدأ بتكوين فريق عمل موسع ويحاول توسعته لبناء المنتج النهائي”.

اتجه الحوار بعد ذلك نحو سؤال آخر حول دور الملكية الفكرية في الأفكار والمنتجات البرمجية، التنظيمات واللوائح ذات العلاقة كيف يمكن أن يكون لها دور في التمكين. أجاب عن هذا السؤال الأستاذة نورة العماري؛ قائلة “طريقة حماية هذه الأصول أو طريقة الاستفادة منها لن تتحقق إلا بعد أخذ كافة الإجراءات المتطلبة لبنائها بالشكل الأمثل كأصول يمكن استثمارها وهنا يأتي دور الملكية الفكرية. الملكية الفكرية تعمل كعامل محفز وكعامل تمكين واليوم لبناء استثمارات فهي ليست قائمة على أصول ملموسة فقط بل أيضا أصول ملموسة وهي لنقل لب أو أساس القطع التقني”.

بعد ذلك؛ نقل الأستاذ عبد العزيز الحوار نحو البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات، وما له من أهداف مهولة وطموحات وتطلعات عالية جدًا، ليوجه السؤال للأستاذ إبراهيم نياز، هل من الممكن أن تشاركنا بنظرة شمولية حول البرنامج، مستهدفاته، والبرامج التي يقدمها في خدمة البحث والتطوير تحديدًا؟

أجاب الأستاذ إبراهيم نياز قائلًا: “مستهدفات البرنامج على مستوى اقتصاديات السوق أن نخلق أكثر من 17 ألف وظيفة وأن القطاع التقني من خلال هذا البرنامج يزيد بمبلغ 10 مليارات ريال سعودي مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، كذلك لدينا مستهدفات أخرى منها خلق ألف شركة تقنية ناشئة جديدة في السوق السعودي خلال الثلاث سنوات المقبلة. ما نقدمه من خلال البرنامج هو أن أي مشروع بحث وتطوير وابتكار من هذه الشركات فإننا نغطي 70% من تكلفة هذا المشروع كمنحة وليس كتمويل. فإذا كان لديك مشروع بقيمة 2 مليون ريال سعودي سوف نزودك بـمبلغ 1.4 مليون ريال سعودي كنسبة 70% من تكلفة من هذا المشروع. الهدف هو زيادة مشاريع البحث والتطوير والابتكار التي تقدمها الشركات السعودية”.

وقد طرح الأستاذ عبدالعزيز؛ سؤال آخر على الأستاذ إبراهيم نياز؛ وهو: من وجهة نظركم كيف يمكن تعزيز هذا التعاون وما هي إذا كان هناك أمثلة كخدمات أو مبادرات قدمت للمبتكرين ورواد الأعمال؟ ليجيب على ذلك قائلا: “كل منتجاتنا فيها شريك من القطاع الخاص. لدينا 36 شريك، 85% منهم من القطاع الخاص يساعدوننا على تشغيل هذه المنتجات. على سبيل المثال لدينا منتج اسمه بوست (Boost) وهو يستهدف رواد الأعمال، الذين أنهوا مرحلة تطوير المنتج الأولي ومرحلة تمويل التكاليف الأولية ولم يعودوا متفرغين للأعمال خاصتهم فنقول لهم تفرغوا للأعمال و نحن الممولين سنمنحكم رواتب لمدة عام لكن نريد بالمقابل أن تعملوا مع الذي سبقوكم كشركات ناشئة وصلوا إلى المراحل الأخيرة ولدينا شركاء من القطاع الخاص يحتضنون رواد الأعمال ويقدمون لهم الدعم والإرشاد حتى يساعدوا في تنمية أعمالهم”.

ومن التفاصيل المهمة التي جرت ضمن جلسة الحوار سؤال الدكتور عبد العزيز الباتلي الأستاذ مطلق السبيعي، هل يمكن أن تشاركنا بعض قصص النجاح فيما يتعلق بتحويل الأفكار إلى منتجات؟

أجاب الأستاذ مطلق قائلا: “الحمد الله استطعنا تطوير نموذج ذكاء اصطناعي بصري ممتاز وكان متفوق في دقته العالية وأعجب العميل ولاقى استحسانه، التحدي الذي تلاه هو أني حسنًا اكتشفت المخالفة، لكن منعًا للحادث ينبغي علي أن أرسل تنبيه فوري ومباشر لجميع العاملين في المنطقة فكان التحدي هو إيجاد حل تقني يسرع من عملية الاكتشاف، يعني نتكلم عن أقل من ثانية، والفريق ماشاء الله أجرى أبحاث ودراسات وطور نماذج أولية واخرجنا منتج هاردوير، وهو كرت الذكاء الاصطناعي أسميناه فولترون إكس، وهذا الكرت مبني على شريحة من شرائح (كورال) Coral، وهي شركة تابعة لجوجل، وهي من وحدات من  معالجات تنسور (Tensor Processing Unit)، تمكنك من معالجة عمليات الذكاء الاصطناعي بسرعة فائقة وبتكلفة منخفضة جدًا، فصُمم هذا الكرت بحيث يستضيف 12 وحدة معالجة من وحدات (تنسور)، وتم إيداع براءة اختراع لدى الهيئة السعودية للملكية الفكرية، وأيضًا مكتب براءة الاختراع الأمريكي، واستخدمنا المنتج لتسريع عمليات الاكتشاف عن المخالفات التي طورناها من المنتج الأول (فالكون آي)، والحمد الله وصلنا إلى سرعة اكتشاف تبلغ 10 ملّي/ الثانية”.