سامسونج تواجه تحديات في السوق الصينية

أثارت خطوة سامسونج لإدماج هواتفها الذكية الرائدة الحديثة مع تقنية الذكاء الاصطناعي من شركة البحث الصينية العملاقة بايدو اهتمامًا ضعيفًا من المستهلكين في الصين.

وأعلن قسم الصين التابع للشركة الكورية الجنوبية وقسم الذكاء الاصطناعي السحابي لشركة بايدو في أواخر شهر يناير شراكة إستراتيجية.

ويشهد التعاون استخدام سلسلة Galaxy S24 من سامسونج للنموذج اللغوي الكبير Ernie من بايدو ومحرك بحثها من أجل دعم وظائف البحث بالذكاء الاصطناعي في الهواتف.

وتعكس العديد من هذه الوظائف المصممة خاصة للسوق الصينية المزايا التي يوفرها نموذج الذكاء الاصطناعي Gemini من جوجل الداعم للإصدار العالمي من سلسلة Galaxy S24، مع أنه غير متوفر في الصين.

ولجأ العديد من المستهلكين الصينيين إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن مخاوفهم من أن مزايا البحث في الإصدار المحلي من سلسلة Galaxy S24 قد لا تماثل تلك الموجودة في الإصدار الدولي.

وقال أحد المستخدمين: “تعد النسخة الدولية عالمًا مختلفًا تمامًا عن النسخة الصينية”، موضحًا أنه زار متجر سامسونج في هونغ كونغ لاختبار النماذج المختلفة ووجد أن ميزة Circle to Search في النسخة الصينية قدمت نتائج قليلة جدًا مقارنةً بالنسخة الدولية.

في حين أوضح مستخدم آخر أنه يخطط لشراء النسخة الدولية من هاتف Galaxy S24 للحصول على خدمات الذكاء الاصطناعي الفضلى، وقال: “بدأت أفكر في هذا بعد أن رأيت أن النظام في الهاتف الصيني يتعرف هواتف سامسونج على أنها علامات تجارية أخرى”.

وتعد بايدو واحدة من شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى في الصين، وهي الشركة التقنية الكبرى الأولى في البلاد التي أطلقت بديلًا لروبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي ChatGPT، إذ ظهر روبوتها للدردشة بالذكاء الاصطناعي أول مرة في شهر مارس 2023.

وكشفت الشركة النقاب في شهر سبتمبر الماضي عن Ernie 4.0، وهو الإصدار الحديث من نموذجها اللغوي الكبير الذي قالت بايدو إنه يقارن بأداء GPT-4 من ناحية القدرات العامة.

ومن غير المتوقع أن تؤدي الشراكة بين سامسونج وبايدو إلى تعزيز مكانة الشركة الكورية الجنوبية في سوق الهواتف الذكية الصينية، إذ انخفضت حصتها إلى أقل من 1 في المئة من 20 في المئة على مدى العقد الماضي.

وتواجه سامسونج صعود الموردين الصينيين الذين يطلقون النماذج اللغوية الكبيرة أو يدمجون مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي في هواتفهم.

ومن غير المرجح أن يؤدي الذكاء الاصطناعي وحده إلى إحداث تغييرات فورية في السوق الصينية، مع أن الشراكة مع بايدو تدل على تفاني سامسونج في العمليات المتسقة والطويلة الأمد في الصين.