| «أمل» فنانة نحت تحول الطين إلى تماثيل تكاد تنبض بالحياة: هوايتي من صغري

رغم كونها في العقد السادس من عمرها، إلا أنها تقف بخفة شديدة وبراعة أمام الكتل الطينية الضخمة، وهي تمسك بالأزميل وأدوات النحت الأخرى، لتُشكل تماثيل جميلة وذات ملامح صارخة، ما جعلها مقصد البعض من محبي فن النحت، للتعلم على أيديها. 

موهبة كبيرة في الرسم والنحت تميزت بها أمل عمر، صاحبة الـ52 عامًا، والتي بدأت تروي في حديثها لـ«»، أنها اكتشفت ميلها الشديد لموهبة الرسم، منذ أن كانت في العاشرة من عمرها، إذ بدأت حينها في تشكيل بعض الرسومات الجميلة التي تحاكي طفولتها، ما جعل مدير مدرستها الابتدائية حينها «يبروز» هذه الأعمال ليزين بها جدران مكتبه.

بداية «أمل» في عمل الـ«بورتريه»

«أول بورتريه عملته كان في إعدادي ووقتها كان للفنان محمد ثروت».. قالتها «أمل»، التي تعيش بحي السيدة زينب بمحافظة القاهرة، التي أوضحت أنها في الإعدادية أيضا، أنتجت عملًا آخر للرئيس الراحل محمد أنور السادات، لافتة إلى أنها استخدمت حينها «قلم الكُحل» وهو ما كانت تستخدمه كأداة للزينة، مُشيرة إلى أنه بعد دخولها المرحلة الثانوية، زاد إنتاجها الفني، وقدمت الكثير من أعمالها كهدايا لجيرانها الذين فرحوا بها جدًا واحتفظوا بها حتى الآن. 

إلى جانب الرسم، برعت «أمل» أيضًا في فن النحت، إذ خاضت أولى تجاربها على الحجر الجيري، وهي لا تزال طالبة في المرحلة الثانوية، لتبدأ حياتها تتخذ مسارًا آخر من حينها، بحسب روايتها، مُضيفة أنها التحقت بعدها بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، ولا زالت تتذكر أول محاضرة تلقتها بين جدران الكلية: «يومها كانت محاضرة نحت، ولما جيت أخرج في نهاية المحاضرة الدكتور نده عليا، وقال لي خليكي أنت كملي شغل وأنا هاجي أتابع معاكي كل شوية»، وتابعت أنه بالفعل أولى لها اهتمامًا خاصة وشجعها على تطوير موهبتها: «لحد دلوقتي كل ما أشوفه بشكره، وهو بيرد يقولي أنا شوفتك موهوبة علشان كده كان لازم أشجعك».

«أمل»: نفسي الناس تستعيد ثقتها في الأعمال النحتية

بالرغم من ابتعاد «أمل»، عن العمل الفني عمومًا بعد زواجها، لظروف معينة، إلا أنها عادت إليه مرة أخرى، وراحت تفجر كل طاقاتها واشتياقها له، لتتحول الكتل الطينية بلمساتها إلى أشخاصٍ تنطق ملامحهم: «أنا بشتغل في نحت التشكيل، وواخدة اتجاه البورتريه وهو يعتبر أصعب أنواع النحت لأن أدق التفاصيل بتفرق»، مُضيفة أنها أنتجت تماثيل مختلفة، كان أبرزها تمثال «بوذا»، للفنان عباس أبوالحسن، والذي كان بارتفاع 1.5 متر، مُشيرة إلى أنها تتمنى تحقيق انتشار للفن الجميل، واستعادة ثقة الناس في الأعمال النحتية: «في ناس كتير بتيجي تاخد عندي كورسات، وبحاول أعلمهم على قد ما أقدر».