| أم تصاب بأزمة نفسية بعد وفاة ابنها غرقا.. والزوج يستغيث لإنقاذها

باهتمام وحب كانت تراقب طفلها الصغير أثناء لهوه قرب منزلها جوار أقرانه، تارة تذهب لإنهاء أعمالها المنزلية، وأخرى تعود لتتابعه عن كثب، لكن لحظة واحدة كانت كفيلة بتغيير مجرى حياتها وقلبها رأسًا على عقب، لم تتوقع أن ترى بعينيها مشهد غرق صغيرها، فالأمواج لم تسلب روح طفلها فقط، بل انتزعت قلبها أيضًا، أفاقت سماح فرج من صدمتها، على صوت صراخ فلذة كبدها، مازال صوته يرن في أذنيها على مدار 40 يومًا، كل ليلة تسمعه وكأن القدر يذكرها بصورة رحيله المؤلمة.

«سماح» تشاهد ابنها يغرق.. وزوجها: طلعته بإيدي 

لحظة مريرة، فقدت فيها «سماح»، البالغة من العمر 28 عاما، طفلها غرقا أثناء تشغيل إحدى آلات الري بقرية البيارة في مدينة الحسينية التابعة لمحافظة الشرقية، لم تتمكن من تجاوزها لأكثر من شهر، تسببت في إصابتها بأزمة نفسية، جعلتها طوال الوقت متوترة ومضطربة، بحسب وصف زوجها عمر أبو العلا، خلال حديثه لـ«»، متذكرا نفس المشهد الذي جعل رفيقة دربة بحالة يرثى لها، قائلا: «يوم صعب جدا، مش قادر أنساه.. أنا وقتها اللي مطلع ابني كريم حبيبي وهو غرقان، لكن هي مش قادرة تستحمل؛ خاصة إنها شافته وقت الحادثة».

لم تنته معاناة الأم العشرينية عند ذلك الحد، فدفعها الخوف المستمر الذي يجوب عقلها وقلبها من معايشة الألم ذاته مع نجلها الصغير، صاحب الـ3 أعوام، أن تحاوطه في هدوء وتحمله بين ذراعيها، تاركة منزلها لمدة تقارب الـ4 أيام، دون وعي، تتجول فيها بين الشوارع، بينما يهرول زوجها من مكان لآخر بحثا عنها بلهفة شديدة.

عُمر: نفسي مراتي ترجع لطبيعتها

«لما نشرنا صورة ليها على السوشيال ميديا، حد لقاها واتصل بيا.. ربنا يباركله»، تمكن «أبو العلا»، من العثور على زوجته وطفله في لحظة أخرى عبر الإنترنت بتلك المساعدة الإنسانية، ليؤكد زوجها عدم تجاوزها أزمة فقدان صغيرهما، رغم مرور أكثر من 40 يوما، لذلك يحاول عرضها على طبيب نفسي لمساعدتها على تجاوز الصدمة.

يأمل الزوج المكلوم مساندة شريكته قدر استطاعته، لكن ظروفه المادية الصعبة تعوقه بعض الشيء، مما يجعله بحاجة إلى دعم أحد المتخصين، قائلا: «عايز حد يساعدها تعدي الصدمة وعندي استعداد أدفع حتى نص الكشف بس ترجع كويسة وبخير».