| أهالي سوهاج يخلدون ذكرى «وردة»: رائدة المبادرات الخيرية في قرية شطورة

اسمها يتردد في أرجاء القرية مقترنًا بالإخلاص والكفاح من أجل لقمة العيش، لم يستطيع أن ينافسها في عملها حتى أصبحت رائدة مجال الدعاية والإعلان في قرية شطورة التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج، وانتزعت هذه المهمة بجدارة من الإذاعة المحلية لمجلس القرية باعتبارها الجهة الرسمية للإعلان، ومنذ أن توفيت وردة حماد، والقرية في حزن، وصورها تملأ مواقع التواصل الاجتماعي.

منذ عدة سنوات عملت وردة حماد في التسويق بشكل بسيط لمنتجات طبيعية للعناية بالبشرة والشعر في دائرة معارفها الصغيرة، ثم طورت فكرتها حتى وصلت لأكبر عدد من القرية، فقصدها أصحاب الحرف والمهن لعرض منتجاتهم والتسويق لها، لتتجاوز حدود القرية ويكون لها زبائن على مستوى مركز طهطا ومحافظة سوهاج.

وردة وكالة إعلان قرية شطورة

في وقت سابق، اعتاد أهل القرية على معرفة المشروعات والخدمات والقوافل الطبية والوفيات والتهنئة عن طريق الإذاعة المحلية لمجلس قرية شطورة، فانتزعت وردة بنشاطها في الدعاية والإعلان، وأصبحت هي وكالة إعلان بديلاً للإذاعة المحلية، فسلطت الضوء على منتجات صنعها أهل القرية عبر صفحتها (وردة حماد للدعاية والإعلان).

ساهمت وردت في تحفيظ القرآن وأعمال الخير

خصصت «وردة» الحاصلة على ليسانس الشريعة الإسلامية، جزء من وقتها لتحفيظ القرآن الكريم لأطفال القرية وتعلميهم في سن ما قبل المدارس، وسعت دائرة المساهمة في الأعمال الخيرية من خلال صفحتها وجروبها التي لم تقصرهم علي الدعاية والتجارة فقط، فهذا يقصدها للمساعدة في جهاز عروس تراكمت عليها الديون، وأخرى تقصدها للبحث عن فصيلة دم نادرة لمريض في أمس الحاجة إليها، فتعلن «وردة» عن هذه الحالات وتتوالي مبادرات المساعدة.

أساتذة وردة: رحلت بجسدها وبقيت باحترامها وأخلاقها

حرص محمد عبد الموجود، مدرس اللغة العربية بمعهد فتيات شطورة على المشاركة في تشييع جنازة تلميذته، وشهد لها بطيبة أخلاقها ومحبة الجميع قائلاً: «عرفتك منذ أن كنت تلميذة وبعد الجامعة ولم أرى منك إلا الخير.. كنت حافظة لكتاب الله وتحملت الكثير من التعب والألم.. وجعتينا على فراقك يا وردة»، موضحا أن الجنازة كانت مهيبة.

وقال سامح عسكر مدرس بمعهد شطورة الابتدائي: «وردة من طلابي القلائل التي احتفظت بعلاقتنا بعد الدراسة وكانت بمثابة أختي وربطتها علاقة طيبة بزوجتي وابنتي التي ما زالت لم تصدق رحيلها»، وأكد عمر الكودي أحد أبناء القرية، أن وردة حماد رغم صغر سنها تركت تاريخاً مثل الرجال وأكثر، ولم تتأخر عن مساعدة في الخير أو تأدية واجب.