| «السرطان أخد من محمود عينه وصنعته».. يعيش على الأدوية ولا يستطيع إعالة أسرته

«كان عندي ضرس وجعني، ومكنتش عارف آكل منه»، بتلك الكلمات بدأ محمود محمد صاحب الـ 37 عاما حكايته، بعدما تطور معه المرض من مجرد ألم في ضرس داخل الفم يريد أن يقتلعه، إلى إصابته بورم سرطاني داخل فمه في نفس الموضع الذي اقتلع منه ذلك الضرس.

بدأت قصة «محمود» بعدما شعر بألم شديد في فكه الأيمن، واستمر الحال على ذلك مدة طولة، حتى فكر في الذهاب إلى الطبيب ليرى ما يسبب تلك الأوجاع، فكانت نتيجة ذهابه أنه تمكن من اقتلاع ذلك الضرس المزعج،  ظنًا منه أن الأمر انتهى على هذا، ولن يشعر به مرة أخرى، ولكن ما حدث بعد ذلك لم يكن في الحسبان.

بداية المرض ورحلة التعافي منه

«بعد ما قلعت الضرس بحوالي 3 شهور، بدأت تحصلي التهابات في بقي، وبعديها بفترة وأنا شغال لقيت قطعة لحم وقعت من مكان الضرس اللي قلعته» حسب ما روى لـ«»، مضيفًا أنه بعد هذا الأمر الغريب الذي رآه ذهب إلى طبيبه مرة أخرى، ليخبره بعد عدة تحاليل أن هناك ورم سرطاني في موضع الضرس، وتم تحويله إلى أحد معاهد الأورام.

في معهد الأورام قضى الرجل ابن مركز دير مواس بمحافظة المنيا، نحو سنة مع العلاج الكيميائي من أجل التعافي من هذا المرض الخبيث: «خدت 18 جلسة خلال السنة دي، ومضوني على إقرار إن العين اليمين ممكن تضيع»، وبعد فترة اكتشف أن عينه اليمنى بالفعل بدأت في الالتهاب ثم عقب ذلك فقدها بشكل كلي، ليعتمد على العين اليسرى الضعيفة: «فصلت نضارة عشان أقدر أشوف بعيني الشمال لأنها ضعيفة قوي من الأول».

رحلة المرض لم تتوقف عند هذا الحد

بعد مرور المرض الخبيث على عينه وسلبها منه، اتجه إلى فكه فاكتشف أن الفك الأيمن بدأ في الالتهاب، فحوّله أطباء قريته إلى المعهد القومي في القاهرة ليستوعب حالته التي أصبحت شديدة الحرج، وطُلب منه إجراء جراحة عاجلة فيه؛ بسبب عدم تمكنه من الأكل أو الشرب بشكل طبيعي: «مش بقدر اكل غير حاجات طرية، ومعتمد على مكمل غذائي عبارة عن لبن بسعر 150 جنيه للعلبة الواحدة». 

الحالة المادية لـ«محمود»

كان «محمود» قبل الإصابة بالمرض، يعمل «مبيض محارة» ببلدته، وكان هو مصدر الدخل الوحيد لأسرته التي تتكون منه وزوجته وطفلين، ومنذ بداية رحلته مع المرض لم يستطع العمل في هذه المهنة التي تحتاج إلى كثير من الجهد والغذاء الذي يعين على العمل: «بقالي حوالي 18 شهر مش بشتغل، وحالتي المادية مش مستحملة تكلفة العلاج والسفر كل شوية عشان أتعالج».