| بجلابية مقطعة.. «يحيى» عاش دور «المجذوب»: شرب تمر وأكل فطير وصدم الكل (فيديو)

بجلباب متسخ مرقع وشعر غطى الغبار بياضه، يسير الشاب المجذوب في الشوارع حافي القدمين، وبعبارات غير مفهومة يطلب «لقمة» يأكلها من المحلات، أو كوب من عصير التمر الهندي من بائعه المتجول، بينما يتعرض لمضايقات البعض، الذي يرددون عبارة: «مجنون مجنون»، مشيرين له بأصابعهم وهم يضحكون.

«يحيى» مثّل على الناس إنه مجذوب

يفاجئ الشاب المجذوب الناس في الشوارع بعد هذا المشهد الممزوج بمشاعر مختلفة ما بين القبول والرفض، بأنَّه إنسان طبيعي، يمثّل مشهده عليهم لتوعيتهم بأهمية التعامل برحمة ورفق مع هذه الفئات المهمشة، حسبما ذكر الممثل والمخرج المسرحي يحيى البحيري في حديثه مع «»، لافتًا إلى أنَّه اعتاد تصوير مشاهد في الشوارع بشخصيات مختلفة، وجاءت له هذه الفكرة بعد رؤيته لمشهد حقيقي مماثل لها.

شحاذ ألهم «يحيى» بفكرة تمثيل المشهد في الشارع

كان أحد المجاذيب يتعرض لمضايقات في شوارع منطقة وسط البلد، أمام «يحيى» وفريقه المسرحي «كيان فنان»، ما دفعهم إلى التدخل وفض الاشتباك الحاد بين مواطنين وأحد المجاذيب، وظلت الفكرة معه إلى أن ترجمها لمشهد توعوي، بحسبه؛ ليبعث من خلاله رسالة بأن هؤلاء «الغلابة» كانوا أشخاص طبيعية في يوم من الأيام، ومنهم من تعرض لضغط نفسي، أو لمشاكل في حياته، بدلت حاله إلى إنسان آخر تائه في الشوارع، لذلك يجب التعامل معهم باحترام: «لو مش هتساعده متضايقوش». 

 

 

 

الفنان المسرحي: الناس صدقت إني مجنون

استعان الفنان المسرحي، بخبيرة التجميل «ناريمان خالد»، ليغير من شكله حتى لا يشعر أحد أنَّه إنسان طبيعي، وكذلك المصور «أحمد شعبان»، لتوثيق المشاهد من مناطق مختلفة بمقاطع فيديو، لافتا إلى أنَّه لم يكتشف أحد حقيقة أمره، حيث دخل على بائع تمر هندي وأعطاه العصير مجانًا، ومحل فطائر أخذ منه فطيرة دون مقابل: «محدش شك إنّي بمثل وكنت بتكلم بلهجة المجاذيب».

جدعنة المصريين مع «يحيى»

وليكتمل المشهد التمثيلي طلب «يحيى» من صديق له أن يسير خلفه ويردد ضاحكًا «مجنون مجنون»، حيث تفاجيء بتدخل العديد من المواطنين ليتشاجروا معه، وينهونه عن ذلك الفعل، ما كان يجعل الفنان المسرحي يكشف لهم حقيقة الأمر، مضيفًا أن بائع التمر الهندي لم يرض أخذ ثمن العصير، حتى بعد علمه بأنَّه مشهد تمثيلي، إعجابًا بالفكرة، كما التقط بعض المارة والمواطنين الصور التذكارية معه، بعد علمهم بالحقيقة.

«يحيى»: تعاملوا مع الشحاتين والمجاذيب برفق

«في شحاتين إحنا كممثلين بنعرف إنهم كذابين، وناس تانية غلبانة»، هكذا وصف صاحب الـ26 عاما، أحوال «مجاذيب الشوارع والشحاتين»، لافتًا إلى أنَّه من الضروري في النهاية التعامل معهم بلطف، معبرًا: «في شعرة ما بين العقل والجنون»، حيث إن أي شخص طبيعي معرض مع الضغوط النفسية والحياتية لأن يتبدل حاله آخر، ويكون مكان أصحاب الشوارع.

مواهب الفريق المسرحي

واختتم خريج نقابة المهن التمثيلية، ومخرج وممثل فريق «كيان فنان» حديثه بأنَّ المسرح به مواهب ضخمة، تحتاج لفرصة من المخرجين والمنتجين، سواء كانت مسارح الهواة، أو القطاع الخاص، لافتًا إلى أنَّ فريقهم في القاهرة والإسكندرية، يقدم عروضًا مسرحية وأفلام قصيرة، هدفها الأول هو الرسالة المقدمة، وليس المادة، ويضم الفريق نحو 68 فردًا، ما بين الشعر، والغناء، والعزف، والتأليف، والإخراج، فضلًا عن المنتج محمود عبدالغني.