| دولة في قارة أوروبا تخلو تماما من مطاعم ماكدونالدز.. ما القصة؟

دولة تقع في شمال المحيط الأطلسي، يمكنك فيها العثور على برك الحرارة الجوفية، والأضواء الشمالية، والأنهار الجليدية، والبراكين النشطة، والعديد من الأشياء الرائعة الأخرى، ومع ذلك، ما لا يمكنك أن تجده في هذا البلد الجميل هو لافتة ذات قوسين ذهبيين يشكلان الحرف «M» التي تحمل لافتة ماكدونالدز.

لماذا تخلو آيسلندا من مطاعم ماكدونالدز؟

فبحسب موقع «unbelievable-facts» فقد تم إغلاق آخر مطعم يعمل لماكدونالدز في بلدة آيسلندا منذ عام 2009، ولكن ما القصة؟، هل يتجنب الشعب الآيسلندي الوجبات السريعة، أم أنّ ذلك وراءه سبب آخر؟.

كان ماكدونالدز مشهورًا بالفعل في الغرب منذ الخمسينيات، ومع ذلك تم افتتاح أول مطعم ماكدونالدز في آيسلندا بعد ذلك بكثير، تحديدًا في عام 1993، ومع ذلك؛ بعد 16 عامًا من الإطلاق، تم إغلاق آخر مطعم ماكدونالدز في آيسلندا في أكتوبر 2009.

السبب وراء ذلك لم يكن بسبب إرادة حكومة آيسلندا أن تتجنب مواطنيها تناول الوجبات السريعة، ولكن كان الركود الذي حل عام 2008 هو الذي دفع عملاق سلسلة الوجبات السريعة إلى الخروج من سوق آيسلندا.

وعندما ضرب الانهيار الاقتصادي العالمي آيسلندا، فقدت قيمة العملة الآيسلندية ما يقرب من نصف قيمتها في الأسواق الدولية. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الواردات بسرعة كبيرة، حتى أنّ أسعار الاستيراد ارتفعت لدرجة أن سعر استيراد كيلو بصل لماكدونالدز من ألمانيا كان هو نفسه سعر زجاجة نبيذ جيدة، ما جعل من الصعب على الشركات الأجنبية مثل ماكدونالدز الحفاظ على هوامش الربح دون زيادة أسعار المنتجات بشكل كبير.

لم يكن الأمر كما لو أن ماكدونالدز لم تستطع العثور على عمل لنفسها في آيسلندا، فقد باعت ماكدونالدز آلاف البرجر يوميًا في الأيام الأولى من الإطلاق، وكان الناس ينتظرون في الطابور لساعات، ورحب شعب آيسلندا بماكدونالدز لأنه منحهم شعورًا بالانتماء إلى المجتمع العالمي.

ولسوء الحظ ولمواجهة الخسائر، اضطرت ماكدونالدز أن ترفع أسعار قوائمها بنسبة 20%، وترتب على ذلك ارتفع سعر وجبة «بيج ماك» في آيسلندا بما بعادل 6.63 دولار، وهو ما جعله أغلى بيج ماك في العالم في ذلك الوقت! ونتيجة لذلك، ونظرًا لارتفاع تكاليف التشغيل وانخفاض هوامش الربح، لم يكن أمام ماكدونالدز خيارًا سوى إغلاق أعمالها في آيسلندا.

مواطن يحتفظ بآخر وجبة ماكدونالدز في المتحف ي

هجورتور سماراسون، مواطن أيسلندي، نجح في انتزاع آخر وجبة ماكدونالدز في البلاد في 30 أكتوبر 2009. كان ذلك قبل إغلاق المطعم للمرة الأخيرة في البلاد، وفي أثناء مقابلة مع وكالة «فرانس برس» قال إنّه لم يقصد تناول آجر وجبة ماكدونالدز في آيسلندا، بل أراد معرفة ما إذا كانت ماكدونالدز لا تتحلل أبدًا بشكل حقيقي أم لا.

أحضر «سماراسون» وجبة ماكدونالدز، وهي عبارة عن برجر بالجبن وبطاطس مقلية، إلى المنزل واحتفظ بها داخل كيس بلاستيكي عادي في مرآبه. وقد لاحظ أن التشيز برجر والبطاطس المقلية لم تظهر عليها أي علامات تعفن خلال مدة 3 سنوات، ما جعله يتبرع بالبرجر والبطاطس للمتحف ي ليتم عرضها للجميع.