| سائق يكتب نهاية كفاح طالب جامعي: صدمه بسيارته أثناء عودته من عمله

كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة مساء عندما أجرى «يوسف» اتصالا هاتفيا بوالدته، ليخبرها أنه قارب على الانتهاء من عمله في محل الأحذية في منطقة باب الشعرية بالقاهرة، فأجابته أنها ستبدأ في تحضير وجبة العشاء له لحين عودته، فحتما سيكون متعبا بسبب «وقفته على قدميه» طيلة اليوم.

يوسف ياسر عبدالنبي طالب في الفرقة الرابعة بمعهد السياحة والفنادق في مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، وكان يعمل في هذا المحل لينفق على نفسه وعلى دراسته، وليساعد والده على نفقات أشقائه الثلاثة الآخرين، وكان من المقرر أن يسافر هذه الأيام لأداء امتحانات نهاية العام، ليبدأ حياة جديدة بعد انتهاء دراسته.

إصابة «يوسف» في حادث

ويبدو أن الأمور لم تسر كما خطط لها الشاب، الذي يبلغ من العمر 22 عاما، فلم يعد إلى منزله آمنا في سربه، وكانت كلماته لأمه هي آخر ما جرى بينهما، حسبما ذكرت والدته هند محمد نجيب لـ«».

فأثناء عودة «يوسف» إلى منزله على دراجته البخارية، بعد يوم شاق من العمل في درجة حرارة عالية وصلت إلى 37 درجة مئوية، تصادف مروره بجوار سيارة ميكروباص على طريق الكورنيش في اتجاه حلوان، وتحديدا بين كوبري الملك الصالح ومنطقة الزهراء، فقام السائق بـ«الرمي عليه»، الأمر الذي استرعى انتباه الركاب فنهروه، وقال أحدهم له «حرام عليك يا أسطى، ده ماشي على الهوا»، في إشارة إلى أن «يوسف» يسير على دراجة بخارية على عجلتين وقد ينقلب، لكن السائق لم يعر اهتماما لكلام الركاب، فاقترب منه «يوسف»، وقال له «بترمي عليا ليه.. هو أنا عملت لك حاجة؟»، فقال له السائق «أنا ممكن أرمي عليك تاني وأوقعك»، وهو ما حدث بالفعل، إذ نفذ السائق تهديده وكانت النتيجة اصطدام طالب السياحة والفنادق بالميكروباص وسقوطه على الأرض.

«يوسف» غارق في دمائه

توقف سائق الميكروباص، ونزل الركاب مسرعين إلى الشاب العشريني الذي سقط على الأرض، ليجدوه غارقا في دمائه، وغير قادر على الحركة، وفي غياب تام عن الوعي، فأسروعوا بطلب سيارة الإسعاف، التي نقلته إلى مستشفى قصر العيني، بينما ترك سائق الميكروباص سيارته وفر هاربا وسط انشغال الناس بالمصاب.

حُرر محضر بالواقعة تحت رقم 6289 لسنة 2022، وسلّم السائق نفسه لقسم شرطة مصر القديمة، وتولت النيابة التحقيق وأمرت بحبسه على ذمة التحقيق.

أصيب «يوسف» بكسر في العمود الفقري، وكسر في الجمجمة، وتوفى بعد اليوم التالي لوقوع الـ حادث، ليسقط الابن الأكبر في الأسرة، تاركا ورائه ذكرى شاب سالت دمائه على الأسفلت بسبب رعونة سائق، حسبما ذكر والده ياسر عبدالنبي يوسف.