| «» غيرت حياتهم.. «محمد» من جحود الأبناء إلى تلبية كل طلباته

سنوات طويلة قضاها عم «محمد»، في العقد السابع من عمره، وهو يجلس حبيس غرفته ذات الجدران المُتهالكة، ولا تضم سوى سريرٍ قديم تعتليه ملاءة مُهترئة، بجانب مجموعة من الكراكيب المتواضعة، التي اضطر إلى ملازمتها بعد تعرضه لحادثة أفقدته إحدى قدميه وعمله، ليبقى بمفرده يتكبد آلامه الجسدية والنفسية.

روى محمد حسني، 61 سنة، في حديثه لـ«»، أنه كان يعمل في ورشة نجارة، ويعيش حياة هادئة سعيدة رفقة أسرته، وبالرغم من أنه طلَّق زوجته بعد ذلك، إلا أنه ظل بارًا بأبنائه يعولهم ويعمل على إسعادهم بكل السُبل، وأنه تعرَّض منذ نحو 16 عامًا إلى إصابة إحدى قدميه بغرغرينا أدت إلى بترها ليعجز بعدها عن العمل ويترك الورشة، ويلجأ إلى العيش في غرفته وحيدًا بمنطقة العمرانية بمحافظة الجيزة.

«محمد» يعاني من جحود أبنائه 

بعد الظروف الصحية التي تعرض لها عم «محمد»، لم يلقَ من أبنائه البر أو رد الجميل، وإنما الجحود والقسوة والإهمال، ليظل وحيدًا، يتذوق ضيق العيش ومرارة العجز: «بعد ما عجزت عن العمل ومبقاش معايا فلوس عيالي بطلوا يجوني ولا حتى يسألوا فيا»، وأكمل بقلب الأب المكسور والذي يحنو على أبنائه رغم جحودهم: «أنا مش نفسي في حاجة والله غير أني أشوفهم.. وأكتر من مرة أترجى بنتي وأقولها بالله عليكي نفسي أشوفك».

بعد أن سلَّطت «» الضوء على مأساة عم «محمد»، وضيق الحال الذي يحيا فيه، أسرعت منظومة الشكاوي الحكومية الموحدة التابعة لمجلس الوزراء، بالتنسيق مع المسؤولين بوزارة التضامن الإجتماعي للتكفل برعاية عم «محمد»: «حاولنا نقل عم محمد لدار رعاية لكنه رفض ولم يطلب سوى صرف معاش شهري له»، بحسب الدكتور طارق الرفاعي، مدير منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة، في حديثه لـ«».

صرف مبلغ مالي لـ«محمد» لمدة عام 

كما قررت مؤسسة التكافل الإجتماعي التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي بمحافظة الجيزة، أن تصرف له مبلغًا ماليًا قدره 450 جنيهًا لمدة عام، وتم إدراجه في قائمة الجمعيات الأهلية لتوفير المساعدات الغذائية له باستمرار، كما تم توفير أغطيه له وكرسي مُتحرك، بالإضافة إلى الإسراع في إنهاء إجراءات صرف معاش «تكافل وكرامة» له نظرًا لظروفه الصحية.