| «محمد» تايه في شوارع القاهرة بعد رحيل والديه: مش عارف أنا فين؟!

خبر صادم استيقظ عليه الطفل محمد أحمد، 13 عاما، من أحد جيرانه يُخبره بان والديه توفيا في حادث أثناء عودتهما من العمل، لتسيطر المفاجأة والحيرة عليه، بما يقوضه عن التفكير أو الحركة، ويهرب إلى النوم، متجاهلا حقيقة رحيلهم، ليسارع بالبحث عن أسرته في المنزل عند استيقاظه، دون جدوى، فخرج يبحث عنهم بلا وعي بالشوارع، حتى غاب عن الجميع.

رحلة بحث واسعة عن والديه الراحلين خاضها الطفل التائه، دون مأوى أو مسكن، حتى قادته أقدامه الصغيرة المتهالكة إلى منطقة البساتين بالمعادي في محافظة القاهرة، ليصادف شابا يحمل نفس الاسم، محمد أحمد، 27 سنة، مالك أحد المحال التجارية، الذي تفاجئ قبل أيام، بتجمع عدد من الأشخاص حول طفلٍ صغير يرتجف: «لما رحت سألت، لقيت أنه طفل تايه وبيقول أنه من سوهاج بس جه مع أبوه وأمه للقاهرة من شهرين، وأن أبوه شغال حداد وأمه شغالة في المترو»، ولكنه لا يتذكر عنوان سكنه، بحسب حديثه لـ«».

الطفل خرج للبحث عن والديه وضل طريق العودة 

يوم كامل قضاه الطفل «محمد»، وهو يجول الشوارع والطرقات بحثًا عن والديه دون هدى، ما جعله يفقد طريق عودته ويظل هائمًا لا يعرف مكانا يأوى إليه: «الطفل بيقول أنه وهو نايم يوم الاتنين لقى واحد كان بيشتغل مع والده، جه قال له أن والديه عملوا حادثة وهما راجعين من الشغل وماتوا»، وفقا للشاب العشريني، قائلا إنهم وجدوا الطفل يلف في الشارع يوم الثلاثاء الماضي، في الساعة 11 ومصف مساءً.

وعند التواصل مع الطفل التائه «محمد»، قال إنه لم يرَ والديه، منذ يوم الاثنين الماضي، وكل ما عرفه عنهما أنهما توفيا: «الراجل قالي أبوك وأمك ماتوا.. ومش عارف أعمل أيه من ساعتها، ولا عارف أنا فين وجيت ازاي»، لكنه لم يصدق ذلك وخرج للبحث عنهم بنفسه دون وعي.

«محمد»: مهانش عليا أسيبه للشارع.. وخدته يقعد عندي لحد ما أوصل لأهله 

لم يتحمل الشاب «محمد» ترك الطفل في الشارع، فحاول الوصول لأسرته أو جيرانه أو معارفه، عبر تصوّيره مقطع فيديو وهو يحكي قصة خروجه من المنزل والبحث عن والديه، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ وحرص على حمايته بنقله للعيش معه في منزله: «مهانش عليا أسيبه في الشارع خدته يقعد مع أمي وعيال أخواتي.. وهروح أسأل على والدته في المترو، وهعمل محضر في القسم علشان يبحثوا عن أهل الطفل في المستشفيات»، متمنيا أن يتمكن في إعادة الطفل لأسرته، حتى لا يكبر وحيدا تائها.