| 44 عاما في مهنة الزنجغراف.. «عم حمدي»: دي من الفنون الجميلة قديما

في ورشة صغيرة بمنطقة سوق المهندس في شارع المعز بالقاهرة، يقطن «عم حمدي» الذي كرَّس حياته لمهنة «الزنجغراف»، وباستخدام أدوات بسيطة وكرسيه وطاولته الخشبية، وبأنامله استطاع إخراج قطع رائعة مثل الآيات القرآنية وأسماء الأشخاص وقطع من الفن الفرعوني وفوانيس رمضان.

بدأ حمدي النشار اكتساب المهنة منذُ أن كان عمره 15 عامًا، ليستمر نحو 44 عامًا بها، ويروي قصته لـ«» قائلًا: «اتعلمت المهنة دي من الصنايعية زمان وأنا حبيتها لأنها من الفنون الجميلة، وكرست حياتي عشانها»، واستغل الرجل الخمسيني الحاصل علي دبلوم صنايع شهادته ليستمر في مهنته ويبدع فيها.

القضية الفلسطينية تحتل اهتمام «عم حمدي»

المنشار الأركت ومعدن النحاس والألومنيوم هما أدوات الرجل صاحب الـ59 عامًا، والذي أمضى طريقه في فن «الزنجغراف» بتصميم الأشكال الفرعونية وفوانيس رمضان وآيات من القرآن الكريم، ولكن اندثرت تلك الأشغال ليواكب «عم حمدي» العصر بإدخال فن «الزنجراف»؛ في الميداليات والسلاسل المحفورة بأسماء أصحابها والأشكال المتعلقة بالأحداث الجارية في فلسطين؛ إذ نالت القدس نصيبًا من أعماله في صناعة السلاسل المستوحاة من الخريطة الفلسطينية.

«الزنجغراف» فن متواجد منذ القدم

وتعد هذه المهنة قائمة منذ الأزل ويحاول زرع بقائها في نفوس أبنائه؛ إذ قام بتوريثها إليهم، ليقوموا بدورهم بمواكبة العصر والسير على درب الأب في ذلك بصنع اليافطات المعلقة على أبواب المحلات، بحسب توضيح «عم حمدي»، والذي أضاف: «المهنة دي من زمن المصريين القدماء، وباستخدام المنشار الأركت الصغير دا أي شكل استطيع تفريغه».

طلاب فنون جميلة يستعينون بـ«عم حمدي»

ويأتي طلاب كليات الفنون الجميلة إلى الرجل الخمسيني من كل حدب وصوب، للاستعانة بخبرته في فن «الزنجغراف»، ويَسرد قائلًا: «الطالب بييجي بالرسمة، وأنا عليا أنفذها له، مهما كانت الرسمة إيه»، ومن الصعوبات التي يواجهها في مهنته هي عدم توافر الخامات.