إذا أدرت أزمةً بنجاح، فستدير دولة كاملة.. عوني الطويل

هل سألت نفسك يومًا ما ماذا يعني أن تكون مديرًا ؟؟ وهل أجبت نفسك حينها بأن المدير هو من يشرف ويتابع ويصدر الأوامر … لا .. هناك حلقة مفرغة في منتصف الإجابة، سنبحث عنها في هذا المقال ، فرغم أن هذا هو الفكر السائد عن معنى الإدارة ، إلا أن الأمر ليس كذلك .. لنتفق أولًا أن الإدارة الناجحة لا تقوم على شخص فقط بل هي منظومة متكاملة تقوم على التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة ولكن اللبنة الأولى لهذه المنظومة كان شخصًا آمن بالجهد الجمعي قبل أن يؤمن بنفسه ، ولهذا هناك مدير تُخلّده المؤسسة ويزداد الاعتماد عليه في الاستشارات فينتخب مرة أخرى وهناك من يفقد ثقة جمهوره بل قد يكون سببًا في تفكك المنظمة التي يرأسها وهذا ينطبق على كافة المنظمات بدءًا بإدارة البيت وصولًا إلى إدارة البيت الأبيض .. 
فالوصفة السحرية لنجاح أيّ دولة هي إدارتها والأمر لاعلاقة له بعمر من يدير كما أشرنا في المقال السابق بل إن الوصفة السحرية هي في شخصية من يدير ومدى تمكنه من فنون الإدارة وعلمها فحتى تكون إداريًا ناجحًا عليك أن تعرف أن الإدارة:  فن وموهبة، وعلم ومعرفة .. فلا يكفي أن تكون موهوبًا أو تملك بشكل فطري قدرات تؤهلك لأن تقود مؤسسة أو حزبًا أو أي منظمة فالفن بحاجة لصقله بالعلم والمعرفة وإلا لما كان هناك كتبا تتحدث عن علم الإدارة وتشرح قواعدها وأساليبها .. ولكن ما يجب أن نتفق عليه أن الموهبة وكاريزمة الشخصية والفن الموجود بداخلك منذ صغرك يُسهّل عليك أن تصبح إداريًا مميزًا بل أن تقود دول ومنظمات لا يقوى على إدارتها شخص أدرك وعلم وعرف كل قواعد الإدارة دون أن يملك بالفطرة شخصية أو موهبة تمكنه من ذلك ..
ومن هنا على من يحكمنا أن يستثمر مثل تلك الشخصيات التي تولد بالفطرة ، شخصيات قيادية يسهل أن تتحول بالعلم والإدراك والاجتهاد إلى رموز في فن الإدارة، فاللبنة الأساسية لأي إداري هو امتلاك صفة القيادة فهو يحتاج “موهبة فطرية” أو صفات غير قابلة.