ماذا تمثل الإستراتيجية الجديدة لجامعة كاوست وما أهدافها؟

يرتبط البحث العلمي ارتباطًا وثيقًا بالتنمية الاقتصادية في كافة دول العالم، وزادت أهميته في ظل التقدم التکنولوجي والتطورات المتسارعة في کافة المجالات، حيث تتوجه الأبحاث العلمية نحو الابتكارات ذات المردود الاقتصادي، وتُعد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، واحدة من أبرز الجامعات في العالم التي تعمل على تطوير أدواتها وإستراتيجيتها لتحويل العلوم والأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي يحقق الأولويات الوطنية؛ التي رسمتها رؤية السعودية 2030 لتنويع الاقتصاد وتوفير الفرص النوعية في مختلف القطاعات.

وقد أطلق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، يوم الأحد، الإستراتيجية الجديدة للجامعة لتعظيم أثرها الاقتصادي محليًا ودوليًا، حيث تهدف إلى تحويل العلوم والأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي من خلال التركيز في الأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار وهي: صحة الإنسان، واستدامة البيئة، والطاقة المتجددة، واقتصاديات المستقبل، إضافة إلى تعزيز الشراكات الدولية والمحلية المثمرة، والشراكة مع القطاع الخاص.

وقال سموه: “منذ تأسيس كاوست، وهي تتميز في أبحاثها وابتكاراتها ومواهبها، وأصبحت إحدى الجامعات البحثية الرائدة في العالم، وتمثل الإستراتيجية الجديدة عهدًا جديدًا للجامعة، لترسيخ مكانتها العلمية والأكاديمية التي وصلت إليها، لتكون منارة للمعرفة، ومصدرًا للإلهام والابتكار، تماشيًا مع طموحات رؤية المملكة 2030 من أجل مستقبل أفضل للمملكة والعالم“.

ما أهداف الإستراتيجية الجديدة لجامعة كاوست؟

تهدف الإستراتيجية الجديدة إلى التركيز في زيادة فرص تحويل الأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي، من خلال ثلاث مبادرات رئيسة، هي:

موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:

  • إطلاق معهد التحول الوطني للبحوث التطبيقية (NTI).
  • إعادة تنظيم معاهد الأبحاث في الجامعة بما يتماشى مع الأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار.
  • تأسيس “صندوق الابتكار التقني العميق” (DTIF) بميزانية تُقدّر بـ 750 مليون ريال، ويهدف الصندوق إلى الاستثمار المبكر في الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في التقنية الفائقة، بما يعزز التنوع الاقتصادي ويسهم في توليد الوظائف التقنية النوعية.

كما تهدف الإستراتيجية الجديدة إلى توفير فرص نوعية للباحثين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتمكينهم من تطبيق العلوم والبحوث، لإحداث أثر عالمي مستدام من خلال تعزيز الشراكات الدولية والمحلية.

أهم المبادرات التي تتضمنها إستراتيجية كاوست:

ومن أهم المبادرات الناتجة عن هذه الشراكات؛ (مبادرة كاوست لإحياء الشعاب المرجانية) بالشراكة مع (نيوم)، للعمل على زراعة وإعادة إحياء مئات الآلاف من الشعاب المرجانية على مساحة 100 هكتار، في جزيرة شوشة بالبحر الأحمر، إضافة إلى استمرار التعاون مع كبرى الشركات في المملكة والعالم مثل: أرامكو، وسابك، وأكوا باور، وآي بي إم، وداو، وبوينج.

ومن أبرز مبادرات الإستراتيجية تعزيز الشراكات الدولية، وتنمية أُطر التعاون مع المؤسسات الأكاديمية الرائدة وروّاد التقنية في العالم، مثل: إبرام اتفاقيات تعاون إستراتيجية مع الشركات الرائدة في مدينة شينزين الصينية، للعمل على أبحاث تطبيقية في مجالات متقدمة مثل: الفضاء والروبوتات والإلكترونيات الدقيقة.

ومن خلال هذه المبادرات والشراكات ستسهم “كاوست” في تطوير منظومة التعليم العالي وقادة البحث العلمي في المملكة، وتسويق البحوث وتبادل الابتكار العالمي، وتحفيز نمو الشركات الناشئة القائمة على التقنية المتقدمة، بما يعزز تنافسية اقتصاد المملكة وريادتها عالميًا في الابتكار.

مكانة كاوست العالمية:

وتستند الإستراتيجية إلى إرث “كاوست” ومكانتها الأكاديمية العالمية، حيث احتلت الجامعة المرتبة الأولى عالميًا من حيث “الاقتباسات لكل عضو هيئة التدريس”، وفقًا لتصنيف (QS) لعام 2021م.

ويُضمّن الإنتاج البحثي للجامعة في أهم 25% من المجلات العلمية الأعلى تصنيفًا على مستوى العالم، وبحصة أكبر من مثيلاتها من الجامعات العريقة، ويوجد خريجو “كاوست” اليوم في مجموعة من كبرى الشركات العالمية والمؤسسات العلمية ومراكز الأبحاث، كرؤساء تنفيذيين وباحثين، مثل: وكالة ناسا، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونيوم، وجهات أخرى.

https://www.youtube.com/watch?v=videoseries