| آخر كلمات الصحفية آلاء الحسنات قبل استشهادها.. «يارب نصرك الذي وعدت»

لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يحصد في أرواح سكان قطاع غزة وأطفالهم، حتى الصحفيين العاملين في تغطية الحرب على قطاع غزة تعرضوا أيضًا إلى فظائع وويلات وهم يؤدون واجبهم في تغطية الأخبار ونقل المشاهد الحية، فيسقطون شهداء في الميدان إثر قنصهم أو قصفهم من قبل طائرات جيش الاحتلال.

استهداف الصحفيين في غزة

وخلال الساعات القليلة الماضية، استشهدت الصحفية الفلسطينية آيات خضورة جراء قصف منزلها في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقبلها بساعات، سبقتها الصحفية آلاء طاهر الحسنات إثر قصف قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنزل عائلتها في حي الدرج بقطاع غزة حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية».

الصحفيتان آيات خضورة وآلاء طاهر الحسنات كانتا آخر الصحفيين الذين استهدفهم القصف الجوي والمدفعي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ليتجاوز إجمالي عدد الشهداء من الصحفيين أكثر من 60 صحفيًا بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، التي وصفت هذه الاعتداءات في حق الصحافيين ما هو إلا قتل الشاهد والحقيقة وارتكاب أكبر قدر من المجازر والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني بعيدًا عن عدسات الكاميرات.

الشهيدة آلاء طاهر الحسنات كانت تعمل في «ألترا فلسطين»، كما اعتادت على نشر سلسلة من الحلقات بعنوان «رن الجرس» ضمن عملها في شبكة «الماجدات» الإعلامية قبل أن تستشهد رفقة شقيقتها الشاعرة جنين طاهر الحسنات، وعدد كبير من أفراد عائلتهما، يوم الإثنين الموافق 20 من نوفبمر 2023.

آخر كلمات آلاء الحسنات قبل استشهادها

كتبت آلاء الحسنات في 10 نوفمبر منشورها الوداعي، قالت: «انقطع حبلُنا من النّاس، وزُلزلنا زلزالًا شديدًا»، وطلبت النّصر الموعود من الله، وظلّت في منزلها بحيّ الدرج، تنتظر الصواريخ لتصعد، وأرفقت آلاء في منشورها الأخير، الآية القرآنية: «أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُوا۟ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا یَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِینَ خَلَوۡا۟ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَاۤءُ وَٱلضَّرَّاۤءُ وَزُلۡزِلُوا۟ حَتَّىٰ یَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَاۤ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِیبࣱ».

وكتب الصحفي الفلسطيني مجاهد مفلح عبر حسابه على فيسبوك، بعض الكلمات المؤثرة في وداع زميلته الشهيدة «آلاء» قائلًا: «كُلّ الحزن يتغلغل فيك ويتعمّق، يترسّب في مكان ما، ويكمُن، وينتظر. لا مجال الآن لحزن يأخذ مداه. تكتب خبرًا، وتنتقل لآخر، وتخبّئ دموعك. تحاول أن تطمئن على من بقي من زملاء المهنة، تقرر أن تسأل، تخاف، تتراجع، القلب لا يحتمل فقدان زميل آخر.. فقدنا 61 زميلًا صحافيًا حتى الآن».

وأضاف «مفلح»: «45 يومًا وأنت تتشرّب حزنًا يندلق من أخبار مجازر وقتل لا يتوقّف، وأنباء رحيل زملاء المهنة واحدًا بعد آخر. جرّاء قصفٍ لا يبقي مكانًا آمنًا في غزة، آلاء طاهر الحسنات، آخر الزملاء الراحلين. كتبت معنا في ألترا فلسطين عن مسيرات العودة في 2018. أسأل عنها إحدى الزميلات لأتأكّد من الخبر. تقول لي: آه، الله يرحمها، والله استشهدت، تضيف: قصفوا بيتها (في حيّ الدرج)، هي وأهلها ما نزحوا ع الجنوب، ضلوا بغزة. وتشير إلى أنّ إحدى زميلاتها كانت تكلّمها محاولةً إقناعها بالنزوح إلى الجنوب، لكنّها؛ العنيدة والمصرّة على فكرتها كما كانت دائمًا: لا. احنا بدنا نموت في بيتنا».