| «أحمد» رجع من الموت بأعجوبة.. قفزة خاطئة في حمام السباحة أصابته بشلل رباعي

بينما كان أحمد عبدالله، البالغ من العمر 26 عامًا، يقضي إجازته الصيفية في إحدى قرى العين السخنة، انقلبت حياته رأسا على عقب فجأة، من شاب يمرح وبكامل صحته وسعادته إلى قعيد على كرسي متحرك لا يقوى على تحريك أطرافه، بسبب قفزة عن طريق الخطأ في حمام السباحة اصطدمت إثرها رأسه بأرضية المسبح ليفقد الحركة تمامًا.

«أحمد» يفقد السيطرة على أطرافه الأربعة

«كنت بتشاهد خلاص ومفيش أمل أني أطلع من الماية لولا جوز أختي»، يتذكر «أحمد» ربهذه الكلمات تفاصيل الحادث المروع الذي تعرض له وصراعه مع الموت، ولكن حدثت المعجزة وانتبه زوج شقيقته أنه ظل تحت الماء لفترة طويلة، فسارع بالغطس وإنقاذه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وسرعان ما تم نقله إلى المستشفى.

تم تشخيص الحالة المرضية للشاب العشريني بأنّها ضغط في الفقرات وتهشم الفقرة السادسة وتهتك في النخاع الشوكي، ما أفقده السيطرة على أطرافه الأربعة وقضى شهورا بالمستشفى حتى خرج بعد تحسن حالته الصحية، لكن الكرسي المتحرك الذي أصبح صديقه ولم يفارقه حتى الآن.

أصالة الأهل و«جدعنة» الصحاب

يظهر في المَحن أصالة الأهل و«جدعنة» الصحاب وجميعهم رزقه الله بهم، فأهله لم يدخروا جهدًا في علاجه والوقوف بجانبه ودعمه نفسيًا، كما حرص أصدقائه على أن يكونوا بجانبه دائما وتلبية طلباته من الخروج، بما أدخل على نفسه السرور: «ربنا خد مني الحركة وأداني نعمة أهلي وأصحابي عوضني بيهم».

رسالة «أحمد» إلى ذوي الهمم

«راضي بقدر ربنا فيا وصابر وأكيد خير وكفاية أني قربت من ربنا أكتر»، بهذه الكلمات بعث «أحمد» في نفسه التفاؤل ويقوي من عزيمته، إذ يصل إيمانه بالله حد السماء، لذا وجه رسالة إلى ذوي الهمم بعدم الالتفتات إلى كلام المحبطين ومسلوبي الإرادة، وعليهم باستغلال كافة الظروف لمساعدتهم: «لا تجعلوا الاكتئاب والإحباط يتمكن من أحد منكم».

يتمنى «أحمد» أن يعود للعلاج الطبيعي مرة أخرى بعد أن توقف منذ عام ونصف بسبب ظروفه المالية، إذ ساعده على تحسن حالته الصحية، والقدرة على تحريك أطرافه نسبيًا، ويحلم بمعجزة تعيد له الحركة مرة أخرى ليستطيع أن يمارس عمله وجلب دخلًا شهريًا له ولأسرته.