| «أحمد» غائب عن الوعي بسبب التهاب السحايا.. معاناة قاسية وعلاج بالآلاف

سرير صغير داخل عناية مركزة في مستشفى الحميات بمدينة سوهاج، فوقه ينام الشاب أحمد عامر، غائبا عن الوعي، وبين كل ساعة والأخرى يصحو فزعا بنوبة تشنجات تهز بدنه لا تهدأ إلا بأدوية مكلفة واجب إحضارها يوميا، تتخطى الـ2000 جنيه، وقد تزيد، وفي الخارج يجلس والده حزينا يبحث عمن ينجد ابنه الضعيف من بين أنياب مرض التهاب المخ والتشنجات.

بداية صراع أحمد مع المرض والضعف كانت قبل حوالي أسبوعين تقريبا، إشارات بدت بسيطة ولكنها كانت الطريق لحالة يرثى لها، ويحكي والده لـ«»: «هو كان بيجي له شوية صداع وسخونية، كشفنا عند دكتور وحولنا على حميات سوهاج، وبعدين عمل بزل ووجدوا عنده التهاب سحائي (التهاب السائل والأغشية المحيطة بالمخ والحبل النخاعي)، واتحجز في المستشفى».

المرض اللعين يعاود الهجوم على الشاب الصغير

خلال 4 أيام ظل «أحمد» يأخذ العلاج، وكاد يهزم المرض اللعين، ولكنه لم يستطع «بعد العلاج الأول خف نهائي وقعدنا أسبوع كويس جدا، لغاية يوم الخميس 11 أغسطس دا، خد محلول متعود ياخده عادي ونام لمدة 5 ساعات، ولما صحي فجأة جالة تشنجات»، ومن هنا تضاعفت المعاناة.

بعد التشنجات القاسية، جاء الطبيب المعالج لـ«أحمد» ووجه بإدخاله إلى وحدة العناية المركزة، ومن وقتها وهو داخلها «وقتها قلنا يومين ويخف، ولكن من يوم ما دخل لغاية دلوقتي في العناية المركزة تحت جهاز تنفس صناعي، عنده التهاب في المخ».

والد «أحمد» يبحث عمن يساعده لعلاج ابنه

المشكلة الأكبر، كما يصفها والد «أحمد»، أن الشاب الصغير غائب عن الوعي كليا، لأن الأطباء يعطونه منوما ولكن «كل ما مفعول المنوم يروح ويفوق يجي له تشنجات تاني، وحتى الآن مش عارف أعمل إيه».

والد أحمد موظف بسيط من أهل الصعيد، معاناة ابنه جعلته كمن يمسك جمرة نار بيده ولا يستطيع أن يتركها، فهو مطالب بعلاج تكلفته 2000 جنيه يوميا لابنه، ولا يستطيع إلا أن يلبي هذا الطلب، لينقذ ابنه من أنياب الوجع، وفي نفس الوقت هو موظف بسيط لا يمكنه تحمل هذه التكلفة، وبجانب الدعاء لابنه بالشفاء يتمنى أن يجد من يعاونه ويسند ظهره حتى يرى ابنه واقفا صحيحا أمامه كما كان.