| «إيمان» بائعة مناديل فقدت بصرها بسبب تخلي زوجها عنها: بنتي عيني اللي بشوف بيها

سنوات كثيرة عملت فيها «إيمان» في مسح وتنظيف المنازل في ظل تقاعس زوجها عن التكفل بمصاريف الأسرة، والذي لم يكتف بذلك وإنما راح يتزوج باثنتين أخريين ليرمي بأثقال المسؤولية بالكامل على عاتقها ليُرهقها تحمل المسؤولية وينتهي بها الحال إلى فقدان نظرها، والجلوس على أرصفة أحد الشوارع لبيع المناديل رفقة طفلتها.

تحكي إيمان علي، 53 سنة، في حديثها لـ«»، بأن جذورها العائلية تعود إلى محافظة الفيوم، إلا أنها أتت إلى القاهرة رفقة زوجها، وقد أنجبت منه 3 أبناء: «عندي بطة 21 سنة وعلي 18 سنة ونجوى 7 سنين»، وأن زوجها تركها بمفردها رفقة أبنائها وتزوج منذ 5 سنوات.

خروج الابن من المدرسة 

أول الأضرار التي لحقت بالأسرة نتيجة ما فعله الأب هو خروج الابن «علي» من المدرسة وعجزه عن مواصلة تعليمه كباقية أقرانه: «ابني علي طلع من المدرسة من 3 سنين علشان يشتغل ويحاول يصرف على البيت»، بحسب الأم، وأنها تجرَّعت عذابات كثيرة وهي تحاول تجهيز ابنتها «بطة» التي تزوجت منذ 3 سنوات ولم ينجدها سوى مساعدة أهل الخير ممن حولها.

فقدان النظر 

لم يكن خروج الابن من المدرسة والعجز عن تجهيز الابنة، هو آخر ما أرهق «إيمان»، بعد ترك زوجها لهم، إذ ظلت سنوات طويلة تتكبد الآلام وتتجرع الخوف والقلق ممتزجين بالحزن، ما تسبب في ارتفاع شديد لمستوى السكر في الدم لديها، والذي نتجت عنه مشاكل في عينيها أنتهت إلى فقدان نظرها. 

«روحت لدكاترة كتير وكلهم قالوا لي يا ماما خلاص نظرك راح»، بحسب الزوجة، وأنها تعيش رفقة ابنها «علي»، وهو يعمل سائق «توك توك»، وابنتها «نجوى»، صاحبة الـ 7 سنوات، في إحدى الشقق السكنية في منطقة الطالبية بمحافظة الجيزة: «بدفع 700 جنيه إيجار والكهرباء بتجيني بـ 200 جنيه والمياه بـ 50 والغاز بـ 60».

«إيمان»: بتكسف حد يشوفني من اللي حواليا

رغم الظروف الصحية التي تعاني منها «إيمان» إلا أنها تشعر بالحرج من وجودها في الشارع لبيع المناديل رفقة طفلتها، وهذا ما يدفعها للمجيء من حي الطالبية بمحافظة الجيزة إلى حي عابدين بالقاهرة: «بتكسف حد يشوفني من اللي حواليا»، وأن ابنتها «بطة» عرضت عليها أكثر من مرة أن ترتاح من عملها في الشارع وتذهب للعيش معها، إلا أنها رفضت: «مش عايزة أكون تقيلة على حد».