| تعلق بها أبناء الثمانينات والتسعينات: برامج «الحيوان» خارج دائرة الأضواء

تلتف حوله الأسرة عقب صلاة الجمعة مباشرة، الكبار والأطفال يتابعونه بشغف، انتظاراً لكل جديد، فلا يكتمل يومهم دونه، ومع كل حلقة من برنامج «عالم الحيوان» يكون المشاهدون على موعد مع قصة مشوقة، مصحوبة بلحن تألفه الآذان، لتعزز من شعور الشغف بالقصة لديهم، مع الصوت الدافئ للإعلامى الكبير محمود سلطان.

لم يكن «عالم الحيوان» البرنامج الوحيد الذى يقدم وجبة دسمة وشيقة عن الحيوان، ويحث على الرفق به وفهم طبيعته، إنما وجدت برامج أخرى بنفس الغرض تقريباً والقيمة العلمية مثل «العلم والإيمان» للدكتور مصطفى محمود، و«عالم البحار» للدكتور حامد جوهر، ما عزز مبادئ الإنسانية لدى أجيال الثمانينات والتسعينات، وغذّى وعيهم بالكائنات التى تحيا معهم على سطح الأرض، قبل أن تختفى تلك النوعية من البرامج من الأجندة الإعلامية.

دينا ذو الفقار: تغرس مبادئ الرحمة في قلوب الأطفال

تساءلت «دينا ذو الفقار»، الناشطة فى مجال حقوق الحيوان والحياة البرية، عن سبب غياب تلك النوعية من البرامج، وإغفال دورها المهم فى التنشئة السوية للأجيال الصغيرة، قائلة لـ«»: «إيه سبب غياب البرامج البنّاءة كالعلم والإيمان، وعالم الحيوان، وعالم البحار؟.. كل دا تغييب للعقل».

وتطرقت «دينا» إلى الدور الريادى السابق لـ«مصر» فى تقديم برامج الحيوان: «إحنا فى مصر عندنا علماء أفاضل ودكاترة وباحثين، وعندنا برامج كانت سابقة العالم العربى، لكن النهارده تلاقى قنوات مثل ناشيونال جيوجرافيك أبوظبى متخصصة فى تقديم النوعية دى من المادة العلمية، طب إحنا فين؟ لا بد من إحياء هذه النوعية من البرامج لرفع مستوى الوعى فى مصر».

«برامج الطبيخ والمسابقات شغالة ليل نهار، الأولى منها البرامج الهادفة، اللى بتساعد على بناء الأجيال وشخصية الطفل، وغرس مشاعر الرحمة والرفق بالحيوان فى وجدانه، خاصة أن الأطفال دلوقتى عندها فوبيا من الحيوان، بالتالى بتفكر تؤذيه»، تقولها «دينا» مناشدة رجال الأعمال وكبار المسئولين الاهتمام بتلك المسألة: «ياريت رجال الأعمال يموّلوا البرامج دى، ويحيوها من تانى، لتنمية وعى الجيل الصاعد».

توافقها الرأى الإعلامية «درية شرف الدين»، وزيرة الإعلام سابقاً، فتحكى: «كان عندنا برامج كتيرة بتعلّمنا إزاى نتعامل مع الحيوان ونتعاطف معه، لأنه بيحس وبيزعل ويفرح زينا»، مضيفة: «البرامج دى كانت بتقدم محتوى ممتاز، لا يصح اختفاؤه، لأنه بيخلق فى مخيلة الطفل ألفة بينه وبين الحيوان، وأسباب اندثارها يسأل فيه العاملون فى التليفزيون والقنوات الفضائية».

وتشدد «درية» على تأثير إغفال الجانب الإيجابى لهذه البرامج، موضحة: «اندثار نوعية البرامج دى غلط جداً، كل برنامج منها كان له توجهات معينة، وتأثيره المرجو، الرفق بالحيوان مفهوم إنسانى غاية فى الحساسية، ينمّى ثقافة الناس ويعرّفهم إزاى يتعاملوا مع الحيوان»، لافتة إلى أن الجيل الجديد من الأطفال والشباب لم يلتفتوا بعد لحق الحيوان فى مشاركة الإنسان فى بيئة العيش.