| «موسى» طفل يساعد والده في بيع «البلالين» بشوارع الدقي: نفسي أبقى دكتور

في شوارع حي الدقي بمحافظة الجيزة، يقف «مؤمن»، في العقد الرابع من عمره، حاملا «بالونات كبيرة»، متنقلًا بين السيارات مُحاولًا لفت أنظار الأطفال إلى بضاعته، قابضًا بيده على يد صغيره «موسى»، يبحثان عن رزقهما في رحلة تمتد من الصباح حتى ساعات متأخرة.

«مؤمن موسى»، 36 سنة، من أبناء مركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا في صعيد مصر، قصد القاهرة منذ ما يقارب 15 عامًا ليسكن المرج الجديدة، وتبدأ رحلة معاناة شاقة في العاصمة.

يروي «مؤمن» لـ«»، معاناته منذ إقامته في القاهرة قائلا: «اشتغلت في حاجات مختلفة كنت أجمع الكانز والورق والبلاستيك علشان أجيب أكل عيالي»، وقبل عام لجأ لبيع البلالين برفقة ابنه «موسى»، 12 عامًا.

«مؤمن» يبيع البلالين برفقة ابنه: «قلبي بيوجعني عليه»

ينطلق «مؤمن» برفقة طفله صباحًا إلى منطقة العتبة يُحضران كمية من البلالين، ثَم يختار منطقة سعيه ليجني رزقه: «لما بنتأخر في النوم الصبح بلاقي ابني موسى بيصحيني يقولي يلا يا بابا قبل ما اليوم يروح مننا»، مُضيفًا أنه يشعر بالحزن كلما نظر إلى ابنه وهو يقف في الشارع ويتنقل بين السيارات رغم صغر سنه مُحاولًا بيع البلالين: «لما بشوفه قلبي بيوجعني.. هو المفروض في سنه ده يرتاح ويلعب زي الأطفال بس غصب عننا».

يظل ابن محافظة المنيا في الشارع لساعات طويلة باحثا عن قوت أسرته المكوَّنة من زوجة وطفلين آخرين أصغر من «موسى»: «ليلة رأس السنة فضلنا شغالين في الشارع أنا وابني والمطر نازل علينا»، بحسب «مؤمن»، وبخلاف نفقات الأسرة يتكبد شهريًا 600 جنيه إيجار شقته بالإضافة إلى فواتير الخدمات الأخرى من كهرباء ومياه وغاز.

«موسى»: بساعد بابا

وتحدثت «»، إلى الطفل «موسى» أثناء محاولته بيع «البلالين»، كما علَّمه والده، لافتًا إلى أنه في الصف السادس الإبتدائي، وعند سؤاله عن سبب نزوله للعمل في الشارع رغم صِغر سنه، أجاب قائلًا: «بساعد بابا».

واستكمل الطفل حديثه موضحًا أنه ينزل مع والده صباحًا ولا يعودا إلى المنزل إلا بعد الانتهاء من بيع البلالين التي يحملانها، لافتًا إلى أنه لا يشعر بالحزن عند رؤيته لأطفالٍ في نفس سنه وهم يلهون أو يمرحون في الشوارع برفقة أقرانهم أو ذويهم: «مليش دعوة بيهم.. براحتهم عايزين يلعبوا يلعبوا عايزين يشتغلوا يشتغلوا».

أكثر ما يُرهق «موسى» في عمله، هو نفخ البالونة بسبب حجمها الكبير، إذ تستغرق منه قرابة الساعة: «بتطلَّع عيني»، مشيرا إلى أنه يحاول التوفيق بين عمله ومذاكرة دروسه ويتمنى أن يُصبح طبيبًا.