من عمق الصحراء آل سالم يلقن آسيا الدروس

من عمق صحراء الجنوب الغربي للمملكة، وتحديدا نجران، بزغ نجم أبهر العرب وأذهل قارة آسيا وصفق له العالم.

تلك القتالية والشجاعة الممزوجة بالفطنة والدهاء والخفة تلقنها البطل وصاغتها رمال الصحراء لتنبئ وتبشر بمولد بطل مارس هوايته وصنع إنجازاته بدأ بالمنطقة والمنطقة الجنوبية والمملكة والخليج والعرب حتى اعتلى قمة القارة الصفراء، وخطف الذهب، إنه البطل السعودي وصاحب ذهبية آسيا للكاراتيه ونجم الأخدود عبدالله آل سالم.

قهر المستحيل

حول هذا المنجز الآسيوي تحدث آل سالم قائلا «أحمد الله عز وجل وأشكره وأثني عليه على كل ما تحقق ولله الحمد هو حلم لم يكن المستحيل عائقا، دون تحقيقه فتحقق وحصدت اللقب والذهب ورفعت علم وطني عاليا، وكم هي جميلة تلك اللحظات ما أروعها وما أروع ذلك الإحساس والشعور بأن أكون قد حققت منجزا وبطولة باسم الوطن»

مشوار الذهب

كان الاستعداد للبطولة القارية جيدا بمعسكر لمدة شهرين ونصف بتدريبات مكثفة على فترتين صباحية ومسائية لأصل إلى الجاهزية الكاملة لخوض غمار البطولة، ولا يخفى على الجميع أن البعثة السعودية واجهت إرهاقا شديدا بسبب رحلات الطيران والتوقفات.

التدريب الذهني

بين آل سالم أنه خلال الرحلة الطويلة كان يتدرب ذهنيا، وأنه أطلق السراح لخياله بإقامة مباريات وتكتيكات وتساؤلات وسط تركيز كبير رغم معاناته من إصابة مزمنة بمفصل القدم، لكنه تجاهل الأمر تماما وتناسى الإصابة، كي لا يعيق خوضه غمار البطولة.

ومن ثم بدأت البطولة من خلال الأوزان 60 كجم وتحت 60 كجم وتحت 67 كجم وتحت 75 كجم وتحت 84 كجم وفوق 84 كجم، وشارك آل سالم في منافسات تحت 67 كجم، وأشار إلى أن لعبة الكاراتيه لعبة ذكاء ومخ ودهاء.

سر الذهب خسارة

كشف آل سالم أن الحافز الأكبر في تحقيق اللقب أن بعد خسارته في البطولة الآسيوية قبل 4 أعوام، التي أقيمت بكاراخستان وخسر خلالها اللقب اكتساه حزن كبير لازمه وقتًا طويلًا، مما زاد من إصراره على التعويض في 2023.

تكريم يوازي الإنجاز

من جهته قال المدير الرياضي بنادي الأخدود حسن الغباري «جميعنا نفخر بالبطل آل سالم نظير الإنجازات التي تعود على تحقيقها والتي اختتمها بمنجز عظيم بتحقيقه ذهبية آسيا، إذ كان عبدالله محل الثقة من قبل الجميع ولم يخيب الظن، واعدا إياه نيابة عن مجلس الإدارة بأن يقام له حفل تكريم خاص يليق به وبإنجازه الشخصي وعلى مستوى النادي والوطن».

تعب سنوات

المدرب ظافر آل شرية أحد المدربين الذين اكتشفوا موهبة آل سالم ومن أشرف على تدريباته منذ الصغر وحقق معه إنجازات عديدة قال حول الإنجاز «ما تحقق من منجز على المستوى القاري هو نظير تعب سنين متواصلة من التدريبات، منذ أن كان بسن الـ7 والـ8 سنوات وتحديدا وهو بالصف الثاني الابتدائي، وكان ذلك بحفر الباطن حيث كان والده حريصا على أن يتواجد ابنه ضمن فريق الكاراتيه منذ صغره وتحت إشراف طاقم تدريبي لصقل موهبته وإبرازها بعدد من مراكز تدريب فنون القتال والكاراتيه حتى تم نقله إلى نجران وبادر بتسجيله بنادي الأخدود، وكان البطل الصغير شغوفا بلعبة الكاراتيه ومثابرا لا يعترف باليأس فكان يشارك في كل البطولات ولم يحالفه الحظ ولكن إصراره كان عجيبا رغم أن اللعبة تحتاج لوقت طويل لتصل إلى مبتغاك وتم انضمامه للمنتخب السعودي أكثر من مرة ولا يتم اختياره ولم ييأس حتى ثبت أقدامه كأحد اللاعبين الأساسيين وأصبح واحدا من أهم العناصر، وشارك في عدد من البطولات العالمية والقارية وكان ما بين الثالث والرابع ولكن طموحه كان كبيرا حتى حقق ذهبية آسيا».

آل سالم في سطور

عبدالله أحمد آل سالم

20 عاما

الأخدود

اللعبة: الكاراتيه تحت 67 كجم

أبرز البطولات

برونزية البطولة العربية

فضية بطولة غرب آسيا

برونزية الدوري العالمي

ذهبية بطولة آسيا.