نانسي اسامة.. صانعة مفروشات
الفرصة تأتي للجميع في وقت ما، والمحظوظ من بينهم هو من تأتي له فرصته وهو مستعد لها، مثلما كانت نانسي أسامة، خريجة كلية التجارة جامعة القاهرة، والأم لطفلين (ولد وبنت)، مستعدة لها حين وجدت أن سوق المفروشات في مصر يتساءل جميع عملائه عن البياضات الكابتونيه، لتهم في استغلال مهاراتها في التفصيل وتقدم على صناعتها وتحقق نجاحا كبيرا بهذا المجال.
«نانسي»، كانت كأي فتاة عادة تحصلت على بكالوريس التجارة ثم لم تعمل به أو بأي مجال آخر، لتمر الأيام والأسابيع والشهور وتتزوج وتنجب طفلين وتكون أسرة سعيدة وتعيش حياة هادئة ومستقرة، لكن ورغم هذا النجاح على المستوى الأسري، إلا أنها شعرت أن هناك شيئا ينقصها وعليها أن تبدأ التفكير في صناعة career خاص بها تحقق من خلاله ذاتها.
وتقول «نانسي»، في بداية حديثها مع «»: «حبيت يبقى ليا كرير وأعمل حاجة لنفسي، وفي نفس الوقت أحس أني أقدر أدير بيت وشغل في وجود أطفال».
مساعدة الأم
وبعد أن اتخذت القرار بدأت حكاية خريجة كلية التجارة مع التفصيل بمساعدة من والدتها التي شجعتها ودعمتها لدرجة أنها من اشترت لها «المكنة» التي بدأت بها مشروعها.
وتضيف «نانسي»: «أمي ليها الفضل بعد ربنا في مشروعي ده لأن هي اللي وقفت جنبي واشترت ليا المكنة، والموضع كله بدأ بملاية عملتها لواحدة صحبتي»، موضحة أن صديقتها تلك هي من شجعتها بعد ذلك على طرح صور المنتج الذي صنعته على جروبات مواقع التواصل الاجتماعي.
إعجاب وملاحظة
وبمجرد أن عرضت أم طفلين أعمالها من الملايات التي تصنعها على جروبات مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت تنبه لإعجاب الكثيرين بها، وهو ما شجعها بشكل أكبر على استمرارها في سعيها واجتهادها بمشروعها.
«بدأت أنزل أشوف القماش في الأزهر وأعرف أنواعه، وبدأت أنزل صور لكل منتج بصنعه»، حسبما تشير «ناننسي».
وفي تلك الفترة لاحظت الأم أن هناك منتجا يسمى «بياضات كابتونيه» يستخدمه العملاء للمحافظة على الأنتريهات والصالونات وكراسي السفرة نظيفة، كل السيدات والفتيات تسأل عليها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وليس هناك من يرد عليهن أو يخبرهن بأماكن تبيع هذه النوعية من المنتجات.
وتتابع «نانسي»: «من فترة لقيت صورة بياضات كابوتنيه قالبة كل الجروبات، فقولت ليه مجربيشي خصوصا أن فكرتها مش صعبة، وفعلا اشتريت قماش وفايبر وعملت أول طقم».
وتوضح هنا أم الطفلين، أنها حين همت في محاولة صناعة هذا المنتج اكتشفت أن الأمر متعب للغاية ويحتاج لوقت طويل، لكن في نفس الوقت النتيجة النهائية التي وصلت إليها أبهرتها بشكل كبير.
وتكمل: «والحمد لله من ساعتها وأنا عملت أشكال كتير منه والنتيجة كانت مرضية جدا».
رفض في البداية ثم تشجيع
مشروع «نانسي» في صناعة الملايات والبياضات مر عليه حتى الآن عام فقط، ورغم هذا حققت نجاحا كبيرا عندما وصل عدد عملائها على جروب العمل الخاص بها لأكثر من 6 آلاف عضو وعضوة، لكن هذا النجاح سبقته صعوبات كانت عليها أن تتخطاها.
وتوضح خريجة كلية التجارة، أن أول هذه الصعوبات كان رفض زوجها لمشروعها في بدايته، موضحة أنه لم يوافق أو يسمح لها بذلك إلا بعد أن وعدته أنها ستترك هذا المشروع بعد شهر واحد فقط إذا لم تحقق النجاح الذي تأمله، كاشفة في الوقت ذاته أن زوجها من أكثر الداعمين والمشجعين لها حاليا.
وتختتم «نانسي» في نهاية حديثها مع «»: «دلوقتي بقى جوزي واقف في ضهري وبيشجعني، وبحلم بمصنع عشان أورد شغلي للمحلات في كل المحافظات، وكمان شغلي يوصل لدول كتير».