| سر بكاء أسامة أنور عكاشة بسبب ممدوح عبدالعليم: عشت طفولة حزينة

قبل أن يرى أي عمل فني النور، أول من يتأثر بكل مشاهده هو كاتبه، وفي حياة الكاتب والسيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة الذي تحل ذكرى وفاته اليوم، مشاعر كثيرة عاشها على الورق، ضحك مع مشهد وبكى مع آخر.

وكان مسلسل «ليالي الحلمية»، من أكثر أعماله التي تحتوي على كم كبير من المشاعر المتناقضة، فكثيرا ما ضحك «عكاشة» مع العمدة سليمان غانم حتى سمع من كان قريبا منه صوت ضحكاته العالي، وكثيرا ما بكى على شخصية علي البدري، حتى أن دموعه بللت الورق الذي يكتب عليه.

في حواره الشيق مع الروائية والإعلامية ليلى الأطرش، روى أسامة أنور عكاشة، الكثير من المشاعر التي أحس بها وانفعل معها وهو يكتب، وكشف عن الشخصية الدرامية التي صنعها بكلماته وتعتبر هي الأقرب إلى شخصيته. 

وقال «عكاشة»: «بكيت كثيرا، خضت تجربة البكاء وأنا بكتب مشاهد كثيرة، لأنني كنت أشعر عاطفيا أنني عاجز أمامها، فالكاتب أحيانا يستحضر موقف إنساني أو اجتماعي أو سياسي ليعيشه بعواطفه، حتى يجيد إخراجه على الورق، هكذا كنت أفعل، أُستدرج عاطفيا وأتقمص وأعيش اللحظة بكل مؤثراتها العاطفية  المشحونة، وكنت أجد نفسي رغما عنى أبكي وأتوقف عن الكتابة حتى أهدأ».

سر بكاء أسامة أنور عكاشة بسبب ممدوح عبدالعليم

وكشف «عكاشة» عن سر بكائه وهو يكتب أحد مشاهد علي البدري، الشخصية التي جسدها الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم بقوله: «أكثر مشهد اعتصرني عاطفيا المشهد الذي جميع بين محسنة توفيق وممدوح عبدالعليم، وهما يتبادلان العتاب والحكي والبوح، كان هذا المشهد يحمل ما يسمي بمشاعر ما تحت الجلد». 

وأضاف: «وأنا أكتب المشهد وجدتني أتأثر كثيرا وأبكي وأهتز من شدة انفعالي  بالمشهد»، موضحا أن شخصية على البدري تشبهه كثيرا في كل مراحل حياته: «شخصية على البدرى تشبهني كثيرا، لأنني كنت طفلا محبط عاطفيا مثله، وعشت طفولة حزينة بسبب فقد أمى في سن مبكرة، فبقي حزن دائم وموجود أردك أسبابه، ولهذا كنت متعاطفا مع على البدرى، ففي مراحل كثيرة من حياته عشتها كتجربة شخصية، خاصة مرحلة سقوط الأحلام الكبيرة، التي مررت بها بعد نكسة 67».

أسامة أنور عكاشة: «العمدة» يجعلني لا أتوقف عن الضحك

وعلى النقيض من المشاهد المبكية، كانت هناك مشاهد أخرى تثير الضحك، وبحسب ما أكد في حواره، فهي المشاهد الخاصة بالعمدة سليمان غانم، الشخصية التي جسدها الفنان صلاح السعدني: «وأنا أكتب مشاهده الكوميدية كنت لا أتوقف عن الضحك، وإذا كان معي أحد كان يسمع صوت ضحكي، وأعتقد أن هذا طبيعي لأن الكاتب هو معمل الاختبار الذي يخرج منه العمل فلا بد أن يتأثر بما يكتبه».